تحميل كتاَب أثر الفكر الإرجائي في واقع الأمة المعاصر دراسة تحليلية pdf

الملخص هدفت هذه الدراسة الى توضيح غربة الدين عند من ينتسبون إليه، واظهار البون الواسع، بين المفهوم السليم للإيمان، والمفهوم السقيم في الفكر الإرجائي، وبيان آثار الفكر الإرجائي في واقع الأمة المعاصر. وتكمن أهمية البحث في هذا الموضوع في تشخيص المرض العضال الذي أصاب الأمة الإسلامية في المجالات الفكرية منها والاجتماعية والسياسية، ووصف العلاج الناجع للتعافي منه بإذن الله تعالى. وقد كان الباعث على اختيار هذا الموضوع، هو التفكير الدائم في البحث عن السبب الرئيس ريحها في تَفَّرق هذه الأمة، وذهاب . وتكمن مشكلة هذه الدراسة في ماهية الفكر الإرجائي وكيفية نشوئه، ودور الاستشراق والعلمانية، والفكر الصوفي، في نشره، واختلاف مفهوم الإيمان بين المسلمين، ودور العلماء في الرد على أصحاب الفكر الإرجائي، وبيان آثاره السلبية في واقع الأمة المعاصر. وقد اعتمَدت هذه الدراسة المنهج الوصفي، والمنهج الاستقرائي، حيث أقوم بجمع المعلومات في الموضوع الواحد، ومن ثم أحرر القول فيها، ثم أخلص إلى النتيجة التي تُمث ُل نتاج جهدي، حادي في ذلك الموضوعية، وأمانة النقل العلمي، والبحث المجرد عن النتائج المسبقة. وقد ق ّسمت هذه الدراسة إلى فصلين، تضمن الفصل الأول منها، التعريف بالفكر الإرجائي ونشوؤه، وأسباب انتشاره، واختلاف مفهوم الإيمان بين السلف وبين المتكلمين، ومناهج العلماء في تعريف الإيمان، وتحرير القول فيما ُنس َب لأبي حنيفة من القول بالإرجاء، وتضمن الفصل الثاني،الرد على الفكر الإرجائي من حيث قصر الإيمان على مجرد المعرفة، ومن حيث الفصل بين الإيمان والعمل، وهل القول بالإرجاء ينقض الإيمان أم لا، وبيان آثار الفكر الإرجائي في واقع الأمة المعاصر، من حيث آثاره في الإيمان والعمل والسلوك، ونهوض الأمة وتقدمها. وأظهرت نتائج الدراسة أن الفكر الإرجائي فكر دخيل على عقيدة المسلمين، وأنه لم يأخذ طابع الإطار، وقد ظهر بعد عهد الصحابة– رضي الله عنهم-، وأنه ميراث خبيث من أحبار يهود‌ ث وقساوسة النصارى، وأن الإيمان بمفهومه المطلق عند سلف الأمة يعني السماع والانقياد، وبمفهومه الخاص، فيعني ما انعقد عليه القلب وظهرت آثاره على الجوارح، وأن مفهوم الإيمان عند المتكلمين، بالإطلاق يشمل كل مأموٍر به، وكل منه ٍي عنه بأمر الشارع، وحينما يخصصونه يحصرونه في التصديق وحسب ، وأن المتكلمين يجعلون العمل شرطاً في تمام وكمال الإيمان، بينما المرجئة لا يعتبرون العمل ركناً ولا شرطاً لتحقيق الإيمان، وأن برد اليقين ليس سبيله المنطق، ولا علم الكلام والجدل، وأن أثر الفكر الإرجائي تعدى في آثاره السلبية من الفرد إلى الأمة، فوطّأ إلى قبول(اللادينية) العلمانية، وأن الفكر الإرجائي المائعُ المميع، لا يمكنه أن يكون مبعث تقدٍم أو نهوض للأمة الإسلامية، مما يقتضي أن تحقيق المفهوم الشرعي لكلمة التوحيد قولاً وعملاً وشروطاً واقتضا ًء، هو سبيل الخلاص للأمة الإسلامية من كبوتها. وقد أوصيت في ختام البحث بما يأتي: إيلاء التخصص العلمي في مجالات العقيدة والفكر الإسلامي اهتماماً أكثر من قَبل العلماء المختصين في علم العقيدة، وبذل المزيد من الجهد لتشجيع الطلبة للتّخصص في هذا المجال العلمي الشريف، فشرف العلم بشرف المعلوم، وعلم العقيدة أولى من غيره من التخصصات، على عظيم أهميتها، وذلك لشدة الحاجة إليه في مواجهة الهجمة الشرسة والتخطيط الماكر في الليل والنهار من قَبل أعداء الأمة الإسلامية من أجل النيل من عقيدتها وتفشي الجهل بمسائل الاعتقاد عند المسلمين، وللأمر الأهم وهو أن تصحيح الاعتقاد وتصفيته مما علق به من الشوائب، وتنوير العقل بالفكر الإسلامي السليم، هما ُم َعوُل التغيير وف َق ال ُسنة الإلهية الكونية في التغيير، والله ولي التوفيق