تحميل كتاَب أشهر الرسائل العالمية من أقدم الأزمنة إلى الوقت الحاضر الجزء الأول pdf

أشهر الرسائل العالمية من أقدم الأزمنة إلى الوقت الحاضر الجزء الأول pdf تأليف محمد بدران.. احتل أدب الرسائل مساحة واسعة من التاريخ الأدبي، وذلك لأن هذا اللون الأدبي كان صادقًا إلى أبعد درجة، كأنه مرآة يقف أمامها صاحبها، يتجلى بكامل تفاصيله، يصف مشاعره، ويكتب ما يجول بخاطره، وينعكس في الرسائل ما يدور بخلد الإنسان وما يخفيه ويظهر على حقيقته. فالرسالة هي تسجيل وتوثيق للحياة العقلية لكاتبها، أو إبراز لعواطفه وغرائزه ومشاعره، وال الذي بين يدينا يرصد مجموعة كبيرة من الرسائل العالمية التي تبادلها شخصيات مشهورة وأدباء و وإداريين وسياسيين ومفكرين، منهم من يخاطب جهات رسمية ليعرض رأيه في قضية ما، ومنهم من يحادث محبوبته، ومنهم من يناقش صديقه، وهكذا تطوف بنا الرسائل في مجالات سياسية واجتماعية وفكرية ونفسية وإنسانية.

والجزء الأول الذي بين يدينا يقدم مجموعة من الرسائل الهامة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى آخر القرن الثامن عشر، ومن أبرز العناوين الواردة في هذا الجزء: الإسكندر الأكبر ودارا الثالث يتنازعان سيادة العالم، ديجين يرفض الذهاب لمقابلة الأسكندر، من أجربينا أم نيرون إلى ولدها الإمبراطور تسترحمه وتطلب إليه أن يبقي على حياتها، سنكا يندد بالمعاملة التي يلقاها العبيد في أيامه، بلني الأصغر يصف موت عمه في ثورة بركان ويزوف، لوسيوس فيروس يحذر ماركس أورليوس من الخيانة، سان جيروم يشهد بعينه اضمحلال رومة وسقوطها، هلواز وأبلار يخلدان قصة حبهما في رسائلهما، جان دارك تأمر الإنجليز أن يستسلموا قبل موقعه أورليان، كرستوف كولمب يصف شعوره حين وقعت عينه على أرض أمريكا، وغير ذلك.

“استغرقت رحلة كولمب نفسها مائتين وأربعة وعشرين يومًا من 3 أغسطس سنة 1492 إلى 15 مارس سنة 1493. ففي اليوم الأول أقلع من مدينة بالوس على شاطئ أسبانيا الجنوبي في السنة الواحدة والأربعين من عمره ومعه ثلاث سفن صغيرة هي: سانتاماريا وبنتا ونينا. وفي اليوم الأخير عاد إلى هذا الثغر نفسه بسفينة واحدة. ولا يزال المؤرخون يقولون إن كولمب حين رسا على ساحل جزيرة وتلنج إحدى جزائر بهاما في اليوم الثاني عشر من أكتوبر عام 1492 كان يعتقد أنه بالقرب من سينجو أيا اليابان. ولكن سيرته التي كتبها سلفدور دة مدرياجو بعد درس وتمحيص دقيق، وهي آخر ما كتب عن سيرة هذا الرحالة، تدل على أنه حين غادر أسبانيا لم يكن يقصد إلا أن يقلع بسفنه ويسير غربا حتى يعثر على شيء”