تحميل كتاَب أصوات مراكش pdf

أصوات مراكش pdf تأليف إلياس كانيتي، ترجمة كامل يوسف حسين.. في منتصف القرن الماضي، وتحديدًا عام 1953، كان إلياس كانتي يصوّر فيلمًا في المغرب مع بعض الأصدقاء، ثم قرر زيارة مدينة مراكش المشهورة، ولم يكن يتوقع أن ينجذب إليها بهذا القدر، وأن تعلق هذه الأماكن في ذاكرته، فكانت رحلته هذه مصدر إلهام كبير، لقد كان منبهرًا بالألوان التي ملأت المدينة وطابع الحياة الجميلة، والكثير من المناظر الساحرة، استنشق الكثير من الروائح وسمع الأصوات ورأى العادات والتقاليد، إنها مدينة تحمل طابعًا مختلفًا عن المألوف في لندن، ويبدو أن هذه الذكرى ظلت عالقة في ذهنه إلى أن جاء عام 1958 وقرر أن يؤلف هذا ال الذي بين يدينا ليفتح الباب أمام ذاكرته ويدون كل ما رآه ومر به في مراكش. ومن أبرز المقالات الواردة في ال: وجهًا لوجه مع الإبل، الأسواق، صيحات العميان، لُعاب الشحاذ، الدار الصامة والأسطح الخاوية، المرأة المطلقة من النافذة، زيارة إلى باب الملاح، عائلة الدهان، الحكواتية والكتبة، انتقاء الخبز، حديث الإفك، رغبة الحمار العارمة، شهرزاد، المحجب.

“في الطريق إلى البريمة انعطف حديثنا إلى الجلاوي باشا مراكش، قبل أيام كان أحدهم قد حاول اغتيال سلطان المغرب الجديد في مسجد المدينة، كانت صلاة الجماعة هي الفرصة الوحيدة المتاحة أمام القاتل للاقتراب من السلطان. كان هذا العاهل الجديد كهلا وهو عم العاهل الذي عزله الفرنسيون عن العرش، ونفوه من البلاد، ولما كان حزب الحرية ينظر إلى السلطان العم باعتباره صنيعة الفرنسيين فقد عارضه بالوسائل المتاحة له جميعًا. ومن بين أبناء المغرب جميعًا لم يكن للسلطان إلا سند قوي واحد وهو الجلاوي باشا مراكش الذي عرفه جيلان من المغاربة، باعتباره اكثر حلفاء الفرنسيين ولاء لهم. وكان السلطان يصطحب الباشا معه في ذهابه إلى المسجد، فأطلق هذا النار على القائم بالاغتيال، وأرداه قتيلا، أما السلطان نفسه فلم يصب إلا بجرح سطحي”