تحميل كتاَب التكيف الثقافي في السودان دراسة أنثروبولوجية علي مدينة سنّار pdf

مما لا شك فيه أن دراسة الجماعات التي تعيش جنبأ إلي جنب علي إختلاف ثقافاتها وتباينها يمكن أن يفيد إلي حد كبير في معرفة طبيعة ونوعية العلاقات السائدة, وإلي أي حد حققت هذه الجماعات فيما بينها نوعاً من التكيف الثقافي ؟ مما يلقي الضوء علي طبيعة ونوعية المشكلات التي تعاني منها هذه المجتمعات .

ويشير التكيف الثقافى إلى الظواهر الناتجة عن التقاء الجماعات ذات الثقافات المتباينة ، والتى تدخل فى اتصال مباشر مستمر، وما يترتب على ذلك من تغيرات فى الأنماط الثقافية السائدة لإحدى أو كل هذه الجماعات.لذا يعد التكيف الثقافي الغاية المنشودة لكل هذه الجماعات التي تعيش معاً.

ويتناول هذا ال موضوع التكيف الثقافي في السودان ، من خلال دراسة إحدي المدن السوادنية وهي مدينة سنَّار. تلك المدينة التي يفوح عبق التاريخ من أراضيها . وهي إحدي المدن الشهيرة علي النيل الأزرق , حيث ظلت عاصمة دولة الفونج الإسلامية في السودان من بدايات القرن السادس عشر الميلادي وحتي نهاية القرن الثامن عشر . وذلك بالبحث في مجموعة الآليات التي تسهم مع بعضها البعض في تشكيل ذلك التكيف , وما ترتب علي ذلك من تكيف ثقافي تم دراسته من خلال عدة مراحل تعكس في مضونها طبيعة هذا التكيف في تلك المدينة علي وجه التحديد . والتي تعد سوداناً مصغراً بما تحتويه من جماعات إثنية متعدده ذات ثقافات متنوعة

وترجع أسباب إختيار هذه الدراسة، إلى أن غالبية العلماء والمتخصصين فى الدراسات الإفريقية يؤكدون على أن التمايز الثقافى فيما بين الجماعات المتجاورة فى إفريقيا، يعد السبب الرئيسى والأساسى فى نشوب الصراعات والخلافات والانقسامات والحروب التى تعانى منها القارة الإفريقية. وكأن هذا التمايز الثقافي النابع من التعدد الإثني لا يلعب دوراً سوى التشرذم والفرقة … إلخ. فى حين أن التمايز الثقافي قد يكون أداة فعالة وأساسية فى النهوض والتنمية المنشودة لهذه البلدان, إذا ما أحكم توجيهه وسعت تلك الدول لخلق روابط اجتماعية وثقافية بين تلك الجماعات المتمايزة ثقافياً بحيث يلعب التكيف الثقافى الدور الرئيسى فيها لخلق كيان واحد متماسك ومتكامل.