استمتع بقراءة وتحميل الجوهر المكنون في كلام أولاد ميمون بصيغة pdf مجانا من موقع .. أكبر موقع تحميل كتب في الوطن العربي.
وصف الجوهر المكنون في كلام أولاد ميمون
كاتب مغربي باحث في مجال التأويل وتحليل الخطاب .يعد الاهتمام بالكلام الشفوي وجمعه من مظاهر الاحتفاء بالخطابات التراثية، و بالذاكرة الجماعية، لما يعكسه ذلك من إشارات قوية للارتباط بالوسط الذي نشأ فيه الإنسان. وهكذا، وبحثا عن ربط الأجيال المقبلة بثقافة الآباء، وحفظا لهذه الثقافة من الضياع، وجدت نفسي في هذا المسار التدويني لربط ماضي الذاكرة الميمونية بحاضرها، وحاضرها بالمستقبل، في ما يتعلق بالكلام المتداول على شكل عبارات وأمثال وأقوال وكنايات، وضممت إلى ذلك ما انتهى إلى سمعي من طرائف تداولها الناس على سبيل الدعابة والتفكه.
بيَّن التاريخ أن ما جمعه السلف من روايات وطرائف وأمثال شأن مجمع الأمثال للميداني، و المستطرف في كل فن مستظرف ل شهاب الدين الأبشيهي، و زهرة الأكم للحسن اليوسي، و الأغاني لأبي الفرَج الاصفهاني، وغيرها شكَّل مادة أولية تَعَرَّف من خلالها الأدباء والمؤرخون والباحثون على التفاصيل الدقيقة للحياة العربية، في أبعادها ومستوياتها المختلفة:أدبية،واجتماعية، وسياسية،وأخلاقية… وهو ما يجب أن تعمل أجيال اليوم والغد على اقتفائه، والسير على منواله. وقد اطلعت مؤخرا على قصص وأمثال من المغرب لصاحبه الحسين بن علي بن عبد الله وهو قيم في بابه، ومن أغزر كتب الأمثال مادة وشروحات وتعليقات، اعتمد فيه صاحبه على السماع، والمصادر المدونة، ومصنفات الأمثال، عربية وأجنبية وأمازيغية. كما تضمن عددا كبيرا من الحكايات والقصص والعوائد المغربية . ورغم ما تكتنزه مثل هذه الأعمال من ذخائر، تظل الذاكرة الشعبية قوية وغنية ومتسعة الجوانب، وتحتاج من ينقب فيها ويستقصي أبعادها وجوانبها. دون أن يعني ذلك أنه ال الوحيد في هذا الباب؛ فقد ألفت العديد من المصنفات في الأمثال المغربية بالعربية والأمازيغية، بل منها ما تُرجم إلى الفرنسية. قال محمد بنشريفة في سياق تقديمه لهذا ال:” غير أن المادة الشفوية في المغرب مادة ثرة لا ينض معينها ولا تجف ينابيعها، وما يزال المجال فيها ذا سعة أمام المنقبين المدققين و العارفين المتضلعين، وما تزال الحاجة ماسة إلى مزيد من التتبع والتقصي” .
شُرع في تأليف الجوهر المكنون أواخر شهر يونيو2007، بمبادرة من العربي بازي و عمارة بنداود وعبد المالك بنداود؛ في البداية كان الأمر بالنسبة لهم عبارة عن فسحة للاستمتاع بالمتداول من الكلام والفكاهات، ثم ما لبثوا أن تفطنوا إلى قيمة هذا الكلام المتداول، وأنه يجب أن يحفظ ويُدَوَّن على غرار ما دَوَّنت الثقافات أمثالها ولغاتها وطرائفها؛ وبإلحاح شديد من المهتمين بالتراث الميموني تمكنوا من جمع قرابة ربع المتن المُدَوَّن في هذا ال، ثم نفضوا أيديهم منه بدعوى عدم قدرتهم على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة، والأمانة الثقيلة التي تشفق منها الجبال، وحَملتُها وكنت ظلوما جهولا، مغامرا بالدخول إلى هذه التجربة الصعبة، والتي اعترضني فيها مجموعة من المصاعب، لولا محبة البلد وأهله وثقافته لكنت رَكَنْتُ بدوري إلى الظل، والهدوء،والصمت والتناسي، والابتعاد عن المسؤوليات الجسام.
قد يرى بعض القراء الكرام أن متن الكلام المدون في الجوهر المكنون ليس خاصا بأولاد ميمون كي نفرد له ا وعنوانا؛ والأجدر توسيع مجاله وجعله ضمن الثقافة المغربية، ونحن نتفهم هذا الأمر جيدا، ولا نسعى أن نجعل من أولاد ميمون جماعة منفردة بثقافتها ولغتها، فالذي يعنينا هو تدوين ما سمعناه بهذه البلدة العريقة العامرة، وإن جاءها من أماكن أخرى، وتداوله الناس و بنوا عليه جزءا من تواصلهم، وعبَّروا به عن مقاصدهم وأفكارهم. كما أن مادة غزيرة من هذا ال من إنتاج محلي، وهي تحمل الخصوصية الميمونية في مجمل أبعادها. ونحن في كل هذا وذاك لا نتحيز لثقافة جهة على حساب ثقافة جهة أخرى، وكل ما نسعى إليه هو المساهمة في حفظ الذاكرة الشفوية المغربية أينما تشكلت، أو عاشت ونمت، وحيثما انتقلت.
يضم ال أمثالا من التراث الأمازيغي، وأخرى من الثقافة العربية، وغيرهما مما ينتمي إلى مناطق أخرى من المغرب، وقد دوَّناها على اعتبار أنها تُدُوِّلت بكثرة بأولاد ميمون، وشكلت جزءا من الثقافة الميمونية في تواصلها وخطاباتها، إلى جانب العبارات ذات المنشأ الميموني الخالص، وقد ناهزت في مجموعها أَلْفي مادة مسموعة أو متداولة .
سيجد القارئ المهتم كثيرا من الأقوال والطرائف الخاصة بأولاد ميمون، والتي أنتجتها سياقات اجتماعية مختلفة، وقد ضمَّناَّها هذه المجموعة، ليرفه بها القارئ عن نفسه، ويستمتع ببعض ألوان الدعابة، على سبيل التمثيل، لأن المتداول من هذه الدعابات، والفكاهات، والنكت في المحاورات والمجالسات، أو مما نسيه الناس، كثير جدا، لم نتمكن للأسف من جمعه، رغم قيمته الخيالية والرمزية والتعبيرية والاجتماعية.
أضفت إلى ما جمعه غيري من الكلام ما جمعتُه خلال سنوات، وبدأ سمعي يولي اهتماما لمِا يُقال، بل أصبح الأمر هاجسا شاغلا في البيت والطريق والسوق… وكلما التقط سمعي قولا أو مثلا دونته كيفما اتفق، وفيما تأتَّى من ورق. ويجب أن أعترف لذوي الفضل بفضلهم فقد كان لوالدتي خديجة بنداود من الذاكرة القوية ما جعلها تزودني بمادة غزيرة في الموضوع، بل وكانت مرجعي فيما لم أفهمه حق الفهم، فكانت خير معين على النهوض بمهمة الشروحات التي قمت بها للمتن الكلامي.
حاولت ما أمكن أن أشرح القول أو المثل أو العبارة وأوضح سياقها، والظروف التي تقال فيها، متعمدا الإيجاز لغزارة المادة وتنوعها.كما حاولت أن أُبْقي على الكلمات الدارجة كما ينطق بها أولاد ميمون غالبا: فالقاف تنطق كثيرا “گاف”، أي قاف معقودة مثلا : الرقاد: الرگاد، “رْقد الحيط على ظَلُّو”: رگَد الحيط على ظلو. وتنطق القاف في مواطن أخرى” قافا” المعروفة ، وقد راعيت طريقة النطق بالكلمات كما هي متداولة. نلتمس العذر في ذلك، لأن الهدف هو أن ننقل للقارئ في أزمنة وأمكنة غير هذه صورة عن النطق الميموني كما هو.
من أقوى الصعوبات التي اعترضت هذا العمل تصنيف المادة؛ فالقول مختلف وغزير، وتتداخل فيه الموضوعات أحيانا، ولذلك كان القصد أوّلا وأخيرا التدوين والشرح والتأويل والتصنيف، ثم تأتي مرحلة الدراسة، واستقصاء الأبعاد الاجتماعية، وقراءة الذاكرة قراءة سوسيولوجية، أو نفسية، أو دينية، أو أنثروبولوجية، أو لغوية، فالباحث سيجد أمامه نصف العمل منجزا، أو بعضه، فيتأتى له إتمام الباقي وفق ما يريد .ومن ثمة ينفسح له المجال لتصنيف المتن حسب الموضوعات أو القضايا .
تحميل وقراءة الجوهر المكنون في كلام أولاد ميمون بصيغة pdf مجانا بروابط مباشرة وأسماء عربية . كتب pdf أفضل وأكبر مكتبة تحميل وقراءة كتب إلكترونية عربية مجانا.