تحميل كتاَب الخطب العقائدية pdf

هذه خطب مختارة حول مفهوم الإيمان وأركانه وبعض مواقف القيامة، أضعها بين يدي القارئ وأجعلها في قمطر الخطيب ليستعين بها على خطبة الجمعة في المواضع المذكورة.

عباد الله، إن الإيمان عند السلف من الصحابة وأتباعهم عليهم الرضا والرضوان، هو قول باللسان، وتصديق بالقلب والجنان، وعمل بالجوارح والأركان، هو عقيدة ومعرفة بالله الرحمن، تملأ القلب وتصدر عنها آثارها من فعل الخير والبر والإحسان، وتجنب القبيح والسيئ في الظاهر والباطن والسر والإعلان.

 يقول ابن أبي زيد القيرواني فيما يدل على هذا المعنى:” ويسر المومنين لليسرى ، وشرح صدورهم للذكرى فآمنوا بالله بألسنتهم ناطقين وبقلوبهم مخلصين أي مصدقين، وبما أتتهم به رسله وكتبه عاملين، وتعلموا ما علمهم، ووقفوا عند ما حد لهم، واستغنوا بما أحل لهم عما حرم عليهم”.

ويقول بعد ذلك في العقائد: “وأن الإيمان قول باللسان وإخلاص، وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح، يزيد بزيادة الأعمال وينقص بنقصها، فيكون فيها النقص وبها الزيادة، ولا يكمل قول الإيمان ، وهو لا إله إلا الله محمد رسول الله إلا بالعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة، وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة”.

فبين رحمه الله في هذه الجمل من رسالته، أن المؤمن الكامل هو الذي يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله بلسانه، ويصدق بقلبه ويعمل بجوارحه، ويتعلم ما يجب أن يتعلمه من أمور دينه، ويقف عند الحد الذي حده الله لعباده ؛ فلا يفعل شيئا منهيا عنه ولا يترك فرضا من فرائضه، كما أفاد أن الإيمان عند أهل الحديث وغيرهم من سلف الأمة، هو قول وعمل ونية، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة.