تحميل كتاَب الدائرة السوداء pdf

رواية الدائرة السوداء pdf تأليف حمدي عبد الرحيم.. كانت الأجواء في مصر مشتعلة للغاية قبيل الثورة بفترة بسيطة، الناس يتحدثون عن التغيير، ورفض الوضع الاجتماعي والسياسي القائم أصبح هو موضوع المواطن المصري الذي لم يتصور يومًا أنه من حقه الاعتراض ومحاولة تغيير الأوضاع والأمل في غد أفضل، فسلطة النظام التي ظلت ممسكة بزمام الأمر لثلاثين سنة لم يتخيل أحد أنها ستنزاح يومًا. والرواية التي بين يدينا تأخذنا إلى مصر قبل شهور من رحيل محمد حسني مبارك، لنرى الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ونتأمل في ملامح المجتمع المصري ونتعرف على بعض الشخصيات التي تمثل طبقاته المختلفة.

هنا تتقاطع الطرق بين العقيد أشرف عاصم العمري، ضابط أمن الدولة، والذي يعيش في ثراء ضخم، وينتمي إلى عائلة من وجهاء المجتمع، وله سطوة مطلقة وممتلكات كثيرة، وعلى الجانب الآخر يكافح خلف من أجل زيادة مائة جنيه في راتبه، وهو ما يكفيه بالكاد لتوفير قوت يومه، ويمثل بذلك حال المواطن البسيط، ثم نلتقي مع الدكتور مالك الجندي، وهو أستاذ الأدب في كلية الآداب-جامعة القاهرة، الرجل الذي اعتاد على السخرية من كل شيء حادث في المجتمع المصري، ويبدو أنه وصل إلى حالة من الجمود لا تعينه إلا على تحريك كتبه أو أقلامه على المكتب فقط، فهو أبعد ما يكون عن تغيير الواقع.. ثم تأتي ليلى عمر، الناشطة بحركة كفاية، وهي رمز الربيع العربي، الفتاة الشابة الطموحة التي تسعى إلى التغيير وإزاحة النظام الحاكم وتحسين الأوضاع الاجتماعية في مصر.. كيف يمكن أن تتقاطع الطرق بين هذه الشخصيات؟ هذا ما ستعرفه في الرواية.

“حركتنا محاصرة إعلاميا وأمنيا، ولا بد من كسر طوق الحصار بأفكار بسيطة ولكنها ستجعل جذورنا ترسخ في أرض الشارع. أين نحن مثلا من الأطفال والفتيان؟ لماذا لا يقوم رجال الأعمال من الحركة بصنع قمصان وتيشرتات تحمل شعار الحركة، ونوزعها مجانا على الأطفال والفتيان؟
السؤال نفسه يتعلق بتواصل كفاية مع ربات المنازل، أين نحن منهن؟ ليس لدينا زيت وسكر مثل الحزب الوطني، ولكن لا بد من البحث عن وجود لنا داخل البيوت عبر النفاذ والسيدات..
رشفت منار رشفة من كوب الشاي، ثم واصلت كلامها:
إنني أخشى أن تأكل السياسة بمعناها العام قوة الحركة وعنفوانها. نحن بالأساس حركة مكونة من فرقاء تجمع شملهم لحظة عابرة في تاريخ الوطن. مبارك وابنه عابران، وهذا ما أومن به شخصيًا، ولذا يجب أن نخطط لما بعد ذهابهما، وتصبح “كفاية” حركة ضمير ووعي مجتمعي. وهذا لن يكون سوى بالذهاب إلى قلب الشارع ومخاطبته بأيسر الطرق. أفكر مثلا في أن نقيم سباقا للدراجات أو الجري أو حتى المشي، ينطلق تحت شعار “كفاية” ويشارك فيه الذين لا شأن لهم بالعمل السياسي المباشر. سنستغل علاقات الأصدقاء الصحفيين بالفضائيات ووكالات النباء، وبكل تأكيد سيلقي هذا السباق حجرًا في البحيرة الراكدة”.