تحميل كتاَب الزفير الأزرق الجزء الاول pdf

مجموعة خواطر وقصص وشعر 

حين تعجز في هذا العالم المليء بكل تلك الضوضاء التي تحاصرك من كل جانب في محاولة منها أن تصب عليك عذاب واصب ، يتركك تائها ، حائرا ،صلدا لا تقدر على مواجهة الأمواج التي لا تنفك محاولة القضاء عليك . 

فحين تجد نفسك مكبلا منكسرا من شدة ظلم المجتمع الذي ألقى بظلاله في كل مجالات الحياة ، فقتل فيك كل رجاء وكل أمل في هذه الحياة ، ففي موقف مثل هذا عليك يابن آدم أن تفكر فيما هو آت في قابل الأيام ، عليك أن تستمع لهذه الكلمات التي أقصها عليك ،حتى وإن كان ما أقوله لك مر عليك كطعم العلقم , عليك أن تقف من جديد فإنما الحياة أمل فمن دون الأمل لا يمكن أن نعيش ، فمهما سقتنا هذه الحياة جرعات حزن فإننا نبقى صادمين وثابتين حتى تبصر حياتنا النور، فنحن دوما نبحث عن نقطة تحول تغير مصيرنا فنرتاح من هذا العالم الذي نعيشه في داخلنا . 

هذا العالم الذي أصبحت فيه كل مشاعرنا مبعثرة ، وكيف لا ونحن نرى بأن أعيننا تلك الذئاب البشرية التي تدعي زورا وكذبا أنها من بني البشر وقفت حائرا صامتا يا صديقي ،فماذا أقول ،ألم تسمع ما كتبوه في الجريدة ذئاب بشرية تفتك بملاك عليه ملابس البشر أصبحت مثل ضائع في هذه الدروب لا أدري ما أقوله ونحن نرى بأعيننا وهي تغتال تلك البراءة هل نقف على حياد ونكتفي أن نكون في صف المشاهدين والمصفقين إنه داء الخيانة يجري في عروقنا إذن ، آسف يا نفسي لأنني قلت كلاما كبيرا ،وكتبت كثيرا عن وطني وعن أمي و أن معلمتي قدوتي وقلت كوني جوهرة ، وقلت أني تخليت عن خافقي من أجل خالقي ، حتى توسمتي بالخير في وجهي ولكنني لم أحدثك عن آثار ذنوبي وعن اعدام الروح في داخلي ،وأن في داخلي كبرياء قاتلة ، إنها لحظة الندم ، تبا لك أيتها القاسية سأكتب على صفحات الفراق بقلمي الحزين إلى وطني وإلى أمي أرجوكم أن تسمعوا صوت صراخ أطفال الشوارع ، فإني سآخذ صوتهم معي الى قبري ، إنه الصمت الأبدي الذي لن تسمع بعده همسا .