تحميل كتاَب الظلام الحارق pdf

مسرحية الظلام الحارق pdf تأليف أنطونيو بويرو باييخو، ترجمة أ. أحمد أصبان.. تدور أحداث المسرحية حول مجموعة من الشباب الذين فقدوا بصرهم، ومع ذلك يعيشون حياة سعيدة ومليئة بالأمل، حياتهم كلها تدور داخل المركز التربوي، وهو مسرح الأحداث كلها، يجد الواحد منهم أنه يتنقل بحرية دون الحاجة إلى عصا، يلتقي بأصحابه ويدرس ويمرح ويستمتع بوقته بشكل طبيعي، إنه حافظ تماما لكل أرجاء المركز، يعلم مكان الغرف والخروج والدخول وكل شيء تقريبًا، ولذلك لم يعد يحتاج إلى العصا أو التحسس حتى يسير بشكل صحيح.. بدت الحياة طبيعية على هذا النحو بالنسبة لهم جميعًا، وبالنسبة للسيد بايلو الذي يدير المركز، وهو أعمى مثلهم.. وتظل الأمور مستقرة إلى أن يلتحق بهم شاب اسمه إغناسيو، وهو أعمى أيضًا.. ولكنه محمل بالهموم والأشواق.. إنه يشتاق إلى نعمة الإبصار، يحدثهم عن الحياة في الخارج والألوان وكل شيء فاتهم بسبب العمى، يحدثهم عن حياة أخرى لم يتصوروا أبدًا أنها جميلة أو حتى موجودة خارج المركز.. ومن هنا يصبح الظلام حارقًا بالفعل.

“إغناسيو: إنك تبالغ في ثقتك.. ثقتك هذه وهمية، ثقة لن تستطيع مقاومة أدنى تعثر، تسخر من عصاي.. لكن عصاي تسمح لي بالمشي هنا، كما أفعل الآن، دون أن أخاف التعثر بأي عقبة (يتوجه نحو أمامية الخشبة بيمناه ثم يستدير. المائدة الآن تقع وسط الخط المستقيم الذي يصله بكارلوس)
كارلوس: (يضحك) أي عقبة؟ لا توجد هنا أي عقبة! هل أدركت مدى جبنك؟ إن استخدمت معرفتك بالمكان دون خوف، كما نفعل نحن، لرميت بتلك العصا
إغناسيو: لا أريد أن أتعثر
كارلوس: (مندفعًا) لكنك لن تتعثر! كل شيء هنا مرتب لتفادي ذلك. ليس في هذه الدار مكان لا نعرفه. العصا قد تفيد في الشارع، لكن هنا…
إغناسيو: إنها ضرورية هنا أيضًا. كيف يمكننا نحن العميان المساكين أن نعرف ما يخبئه لنا محيطنا؟
كارلوس: لسنا مساكين! ها نعلمه جيدًا (يطلق إغناسيو ضحكة جهورية) كف عن الضحك!”