تحميل كتاَب بلاد القائد pdf

رواية بلاد القائد pdf تأليف علي المقري.. تدور أحداث الرواية في بلاد الثورة، والتي أصبحت تعرف باسم بلاد القائد، هناك يجد البطل، وهو أديب وروائي، أنه في أزمة كبيرة، بين ما يحتمه عليه ضميره المهني فيما يقدمه من أعمال أدبية وبين حاجته الكبيرة للمال حتى يعالج زوجته سماح من المرض التي ألمّ بها ويبدو أن تكاليف علاجه ستكون باهظة ولن يقدر عليها. بدأ الأمر عندما قررت بعض الجهات في البلد أن تخرج سيرة روائية لرئيسها، وسيعمل عليها لجنة كاملة لتوثق للناس حياة هذا القائد المخضرم، والذي لم يكن عبقريًا ولا مفكرًا، ولكنه كان ملهمًا للفكر والعبقرية، وبالطبع نعرف جميعًا أن هذه السيرة سيكون فيها الكثير من الخلط واللبس على القرّاء، وكثير من المدح في الرئيس أو القائد، بل تقريبًا ستقدم الرواية واقعًا عكس الحقيقي تمامًا.

ومن هنا يدخل الروائي، أو البطل، في صراع نفسي كبير؛ إنه في حاجة للمال الذي سيأخذه من هذا العمل، ولكنه يرى أنه لو أقدم عليه ستكون فضيحة في تاريخه الأدبي، ولن يمحوها الزمن أبدًا، فالة هي الشيء الذي لا يموت أبدًا، وسيظل الناس يقرأون عمله حتى بعد وفاته.. استمرت الأزمة، رغم أن البطل أخذ الخطوات الأولى في العمل، حيث التقى بالشيماء، ابنة القائد، والمعجبة بات هذا البطل، وتصاعدت الأحداث مع مرور الوقت، وربطته بها علاقة قوية، حتى طلبت منه أن يتزوجها سرًا، لتزداد الأزمة وتتفاقم المصاعب، والرواية تبرز لنا العلاقة بين المثقف والسلطة، والمثقف وواقع الناس السياسي والاجتماعي.

“لم تكن سماح تتسلّف سوى لي، من أجل إنجاز الروايات، كنت قليل الاهتمام بها، بسبب انشغالي في الة، مع هذا كنت آمل دائمًا أن أعوضها في يوم من الأيام، مرّة أهديتها جزمة بدلا من جزمتها المقطعة والمخيطة، لكنني شعرت وقد صرت بعيدا عنها أنني لم أقم بهذا إلا من أجل أن تستطيع الذهاب بجزمة لائقة إلى صديقاتها، لتتسلف لي. أهديتها أيضًا جهاز موبايل بدل تلفونها المهلهل، وفي الحقيقة أهديتها إياه، كما أهديتها الجزمة، بدون أي قصد أو مصلحة، إلا أنني لا أستطيع التخلص من الشعور بأنني لم أكن أقصد سوى فائدتي الشخصية، فالتلفون هو أيضًا استخدم في متابعة من يسلفني عبرها بعد أن صار جهازها السابق كثير العطل، ولا تقبل النسوة اللواتي يسلّفنني عبرها، المجاوبة على رقم غير معروف لهن كرقمي، إذ لا يجوز، كما يعتقدن، لامرأة أن تجيب على رقم غريب، قد يكون صاحبه رجلًا”