التخطي إلى المحتوى

استمتع بقراءة وتحميل توقيعات معلّم على جدار الغربة بصيغة pdf مجانا من موقع .. أكبر موقع تحميل كتب في الوطن العربي.

وصف توقيعات معلّم على جدار الغربة

– دكتوراه في اللغة العربية وآدابها
– معيد متفرغ في جامعة البعث / سورية منذ 2006.
– صدر لي حتى اليوم 5 كتب تخصصية وإبداعية أدبية.
– نُشر لي أبحاث علمية محكَّمة، ومقالات ثقافية وفكرية في عدة مجلات.
– شاركت في عدة مؤتمرات علمية وثقافية منذ 2015.
– أكتب في عدة منصات إعلامية: مدونات الجزيرة – العربي الجديد – تلفزيون سوريا – وغيرها.
– أعمل في إدارة المشاريع الإنسانية والتعليمية منذ 2011؛ وأشتغل منذ سنوات مديراً تنفيذياً في منظمة تعليمية ثقافية للأطفال السوريين بين سوريا وتركيا.
– مع عملي باحثاً ومدققاً غير متفرغ مع مراكز بحثية وإعلامية.
لا يجادل أحد في أهمية التعليم للإنسان، فهو فضلاً عما جاء في التشريعات السماوية تأكيداً لأهميته جاء مادةً مستقلة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان/المادة 26.
وحيث تشتعل الحروب تضيع الحقوق وتختلط المسؤوليات، ويدفع أناسٌ ضرائب آخرين!
ولم تكن الحربُ التي أكلتِ الأخضرَ واليابسَ في سورية بِدَعاً عن تلك الحروب؛ فكان من أكثر المتضررين بعد سنواتٍ عِجَافٍ منها: الأطفال؛ بين اعتقالٍ وقتلٍ وتشريدٍ.
لكنَّ الداءَ الخفيَّ الذي غابَ في جسد سورية مع زحمة الأوجاع، ثم بدأت علاماته تظهر في أعراض مختلفة كان تعطيل العملية التعليمية، حتى أعلنت الجهات الدولية حرمان أكثر من 2.15 مليون طفل سوري من التعليم!
وهذا الرقم (2.15 مليون) مع ما يمثّله من رُعب لا يشرح الكارثة برمّتها؛ لأنه لا يُظهر عدد الطلاب الذين قضَوا خلال هذه الحرب المجنونة، ولا عدد المنشآت التعليمية التي دُمرت كلياً أو جزئياً، ولا عدد المعلمين الذين لم تشفع لهم مهمتهم ورسالتهم فاعتُقل منهم الآلاف وقُتل المئات وشُرِّد أضعافهم في بقاع الأرض!
ولعل أكثر القطاعات حرماناً في الدعم والتمويل قطاع التعليم، ولا عجب؛ فرائحة الدم كانت تزكم الأنوف عن كل شيء، ومنظر الأشلاء يُعمي الأبصار عن كافة الجراح!
واليوم بعد سنوات من القتل والتشريد والحرمان من التعليم وجد السوريون أولادهم بين العمالة المبكّرة أو الزواج المبكّر للفتيات، أو التورّط في العمل المسلّح، فانطلقت الصرخات للعودة بهم إلى الدراسة التي حُرموا منها؛ لأن الناس أدركوا أن الدم لا يأتي إلا بالدم، وأن التعليم لا يمكن تأخيره؛ بل هو السبيل الأوحد لبناء ما دُمّر وترميم ما تهدّم. نعم؛ جاءت الصحوة من الناس ومنظمات المجتمع المدني متأخرةً لخطورة تعطُّل العملية التعليمية؛ لكنَّ الأوان لم يفتْ بعد، فآلاف الأطفال يرجعون للتعليم وإن تأخروا، ونراهم اليوم يحرقون المراحل والسنوات ليُدركوا ما فاتَهم؛ وإن كان تحت الأشجار كما رأينا مع الطلاب المهجَّرين مؤخراً تحت الزيتون في إدلب.
والأرقام عن تعليم الأطفال السوريين في دول اللجوء ليست خيراً من الداخل السوري؛ ففي أكثر الدول تعاوناً معهم كتركيا لا تقل نسبة الأمّيّة بينهم عن 50% وفق التصريحات الرسمية التركية ولأسباب شتى!
لذا كانت هذه المجموعة؛ فعلى مدار سنوات من عملي في التدريس والإدارة التعليمية مع الأطفال السوريين والمنظمات المحلية والدولية كانت لي وقفات شتى أردت أن تُنشر؛ لنرفع الصوت أعلى بأهمية التعليم للأطفال السوريين، وللتركيز على مسائل مهمة من حياة الطلاب عامةً في شتى الدول طرحتها في أسلوب قصصي لعل طلابنا ينتفعون بها؛ فتكون من التربية بالقصة، مع مشاكل تتصل بالأهالي يكون فيها الأطفال ضحية موروثات سجنوا أنفسهم فيها.
وملخص القصص في المجموعة على النحو الآتي:
1- كذبة بيضا .. والله كنت أمزح: جاءت القصة لتأكيد خطورة الكذب في المزاح؛ فالفتاة سنا طالبة تأخّرت مع معلمتها دون إخبار أهلها، فلما اتصلت أمها برفيقتها رهف كذبت – وهي تمزح – أنها خرجت مع صديق لها، فسمع ذلك والدها وتلقّاها فور وصولها بالضرب والتوبيخ حتى فقدت وعيها، وكشفت معلمة سنا الكذبة وواجهت بها رهف؛ ولكن بعد أن كادت تتلف سنا من الضرب والحبس لأيام!
2- افتراء ينتهي في المشفى: أحمد طالب مجتهد هادئ، يتآمر عليه زملاؤه ويفترون عليه أنه هو مَن كسر زجاج النافذة، ليسمعوا المعلّم يوبّخه، فيضحكوا منه. لكن أحمد لم يحتمل ذلك لمرضه في القلب، فانهار وأُسعف إلى المشفى وانتهى في العناية المركّزة. فيكتشف زملاؤه مع إدارة المدرسة الأمر، فيسرعون إليه ليسعدوا به وقد خرج، فيعتذرون منه ومن والدته، فيقبلون اعتذارهم ويتصافحون أخوةً متحابّين.
3- جواد في قصر الرئيس: لتحفيز الخيال عند الطلاب؛ عبر طرح موضوع تعبير إنشائي عن لقاء مسؤول في البلد، فيكره الطالب جواد ذلك، فيحفّزه والده؛ لكنه يتورط باختيار جواد شخصية الرئيس أردوغان، فيكمل والده معه ويعالج في الحوار مسائل تهمّ السوريين في تركيا. ثم تعالج عدم التعاون في المدرسة تجاه الموضوع والوشاية بالطالب والمعلّم قبل أن تتضح الصورة وينجو الجميع.
4- ضرَّة أمّها: تحكي ما تكثر فيه الشكوى من الاختلاف بين الأمّ وبناتها البالغات؛ عبر توجيه المعلّمة للفتيات في قصة تربوية عن فتاة خالفت أمّها، فرأتها في المنام تحتجب عنها وهي تُحتضر، وتموت غيرَ راضية عنها لسوء أخلاقها وقلة احتشامها، فتستيقظ الفتاة من نومها مذعورةً وهي تبكي وتعاهد أمّها ألا تخالفها. لتؤكد المعلمة لطالباتها خطأ ما يُشاع عن لزوم خلاف الأمّ مع البنت؛ فهي صديقة ابنتها لا ضرّتها.
5- الطالب القاتل: يشتد التنافس بين الطلاب، لكن بعض الأهالي ينحرفون في توجيه أطفالهم دون أن يشعروا؛ فيضطر الولد لتحقيق رغبة الأهل بأية وسيلة، فيتورط في القصة طالب بدسّ مادة مسهّلة لزميله الذي ينافسه، فيزيد في المادة فيقتله! وتتخذ القصة من أزمة انفصال الوالد عن أطفاله بسبب اللجوء قالباً لها لبيان خطورة ترك الأسرة والأطفال وتوجيههم بما لا يستوعبون.
6- لأنني كنت أقرأ: تؤكد القصة أن الطالب أكبر من المقرر الدراسي، وتحكي أهمية المكتبة المدرسية لتحفيز الطلاب للقراءة، لتطرح مسابقة ثقافية تتقدم لها ريحان، وهي طالبة متوسطة دراسياً لكنها مُدمنةُ مطالعةٍ، فتسخر منها زميلاتها المتفوقات، فتتأذى. لكنها تفوز بالمرتبة الأولى لسعة ثقافتها وكثرة مطالعتها، فتَعجَب لها زميلاتها، فتخبرهنّ أن السرّ في القراءة. وتعرض القصة لوالد ريحان الفقير الذي كان في المشفى لطول ساعات عمله، فيترك المشفى ليحضر مع ابنته، فتفرح بقدومه من أجلها.
7- تأخّر من دم: يكاد التأخّر عن المواعيد يكون سمة عامة مع الأسف، وتختار القصة هنا طرح هذه المشكلة الأخلاقية السلوكية عبر قصة من الواقع السوري اليوم، على لسان معلّمة تأخرت عن موعدها مع أهلها في حيّ مجاور، فكان القصف أسرع إليهم منها؛ لأنها لم تفهم خطورة الموعد الذي حددوه لها قبل اشتداد القصف يومياً، فدفعت ثمن تأخرها دماً، وأيّ دم؛ فقد فقدت والدَيها بسبب التأخر عن الموعد!
8- الانتظار المرّ واللقاء الحلو: تأتي القصة لتحفيز الطلاب وتشويقهم نحو علبة تحضرها معها المعلمة، ثم تطلب إليهم تأليف قصة تجمع محتوياتها تدريباً لهم على الإنشاء والتشويق. فتؤلّف لهم قصة تمضي بأحداثها في أوائل القرن العشرين خلال حرب جناق قلعة على العثمانيين، لتصل في نهايتها للعلبة ومحتوياتها. وتستفيد القصة من المحتوى لتأكيد وقوف العرب إلى جانب العثمانيين في حرب الغرب ضدهم واستشهاد الكثيرين منهم على التراب التركي يومذاك.
9- أمنيتي أن أكون عنصر مخابرات: تحكي القصة هنا مرارة التمييز بين الطلاب ومحاباة أبناء المعلمين، فيُظلم طالب يتيم متفوق، فيتمنَّى لشدة ألمه أن يصبح عنصر مخابرات حتى يخافه الناس ولا يتجرؤوا على ظلمه أو ظلم أطفاله. فيشتد عليه معلّمه المقرّب ويشرح له ما عاناه والده من المخابرات في سورية يوماً ما، فيُصدم الطفل ويتراجع. ويتابع المعلم قضيته حتى يُرفع عنه الظلم وينال حقّه. وتطرح القصة ضرورة التعاون بين إدارة المدرسة وكادرها لتحقيق العدالة، وضرورة الخروج بالطلاب إلى مواضيع حرّة خارج المقررات الدراسية لتكون مساحة فكرية آمنة لهم.
10- شيخٌ يُفطر في رمضان: تؤكد الدراسات أن الأصدقاء في سنّ المراهقة أقرب للطالب من أهله، فيكثر تأثّره فيهم وتقليده إياهم، لكنها – كما في هذه القصة الواقعية – قد تنتهي إلى الموبقات والتورط في المخدرات، والإفطار في نهار رمضان مع رفاق السوء. وتصوّر القصة تباين مواقف الأصدقاء من صديقهم الذي انحرف، فيتركه أكثرهم، ويلحّ واحد منهم في متابعته، فيجده قد تورط في ديون أحرجت أهله، وأوقعت والدته في الفراش مريضةً، حتى توفيت وهو في سجنه مغضوباً عليه من والده، الذي رقّ له ووافق على رؤيته أخيراً؛ لكنه لا يدركه فيُتوفَّى الفتى في سجنه بسبب خطأ من إدارة السجن في علاجه من الإدمان. لتؤكد القصة ضرورة الصحبة الصالحة وأهمية المناصحة.
11- سراب طارت: كثرت خلال سنوات الحرب السورية ظاهرة تزويج البنات في سنّ مبكرة، لاسيما في مخيمات اللجوء، فجاءت القصة تشرح بدءاً من المدرسة اختلاف الناس في الأمر، وضرورة توعية الفتيات لخطورة ذلك عبر قصة طالبة منهن؛ فقد تركت سراب دراستها لزواجها، لكنها تشعر في لحظات عديدة بالندم لذلك، وتصارح صديقتها ابنة عمّها بهذا. وتنحرف القصة لتعرض ما تعانيه كثيرات من اللاجئات من أنواع السرطان، فتقع سراب الطفلة الأمّ ضحية السرطان، فيذهب زوجها بطفله منها ويتركها تُجرى لها عملية استئصال دون أن تبلغ العشرين من عمرها!
12- العربية تجمعنا: لعل أخطر ما يعانيه الطلاب السوريون في تركيا ضياع هويتهم بسبب انتقالهم إلى المدارس التركية وفقدانهم اللغة العربية، فتأتي القصة لطرح العربية كلغة جامعة للسوريين مع الأتراك كونها لغة القرآن الكريم، فيحاول المعلّم سامر تشجيع طلابه الراغبين عنها بإقامة ملتقى للسوريين والأتراك لتأكيد ذلك، فيُواجَه بمعارضة من أتراك قوميين متعصبين؛ لكنه يتغلب عليهم عبر عقلاء في التربية ودوائر الدولة، ليؤكد أن اللغة العربية عامل اجتماع لا افتراق؛ بعيداً عن التعصب للقوميات لتحقيق اندماج صحيح للسوريين في المجتمع التركي المضيف.
وتبقى في كل منها إشارات عديدة اجتماعية وثقافية وفكرية من واقع حياة السوريين في بلاد اللجوء، تشرح جوانب شتى من مأساتنا؛ لكنها في الوقت نفسه تؤكّد أن لا شيء يصرفنا عن التعليم؛ فهذه هي الرسالة السامية التي يلتقي عليها أطفالنا مع أطفال العالم كلهم، فالتعليم هو طريق الإعمار.
لكن هذه القضية لم تَنَلْ – على خطورتها – حقَّها في التأليف والنشر مع الأسف الشديد.
واخترتُ لهذه المجموعة عنوان (توقيعات معلّم على جدار الغُربة) لأن مادتَها من حوادثَ عرضتْ لي في عملي التعليمي في ديار الغُربة؛ وهي الإصدار الأول من سلسلة أعمال عن تعليم الأطفال السوريين أرجو فيها النفع والخير.


تحميل وقراءة توقيعات معلّم على جدار الغربة بصيغة pdf مجانا بروابط مباشرة وأسماء عربية . كتب pdf أفضل وأكبر مكتبة تحميل وقراءة كتب إلكترونية عربية مجانا.

تحميل الكتاب