تحميل كتاَب جولة في ربوع أوروبا بين مصر وأيسلنده pdf

جولة في ربوع أوروبا بين مصر وأيسلنده pdf تأليف محمد ثابت.. يستكمل الرحالة والأديب الكبير محمد ثابت رحلاته حول العالم، ويبدو أننا وصلنا إلى المحطة الأمتع على الإطلاق، إنها رحلات ملهمة إلى حواضر العواصم الأوروبية وبلدانها. ويتميز ال بأنه يعرض لك الحقيقة كما هي، والواقع بدون تزييف أو تجميل، هنا سترى الطبقات الدنيا في البلدان الأوروبية وترى تدني العيشة، كما سترى ملامح الجمال والرونق والزهو المتمثل في الطبقة العليا والمظاهر الطبيعية والمناطق الخلابة والمعالم الأثرية والحضارية، ويبث لنا الكثير من الذكريات التاريخية في الشوارع والمدن، ويقارن الأحياء الفقيرة بالغنية، وما يشابهها في القاهرة، يصف لك حال الفقراء والأغنياء وتعامل الطبقات الاجتماعية، والحالة الثقافية وغير ذلك. ويتألف ال من جزئين؛ الأول فيه الرحلة الأولى في يونية 1926، والثاني فيه الرحلة الثانية في يونية 1930.

“ألقت الباخرة مراسيها على مدرجات ثغر قستنزا الساعة الثالثة صباحًا، ومدخل الثغر وطيء قليل النظافة نرتقي خلفه ربوة تقام عليها المدينة، ولا بأس بتنسيقها. واسترعى نظري بها بعض المساجد؛ إذ إن المدينة وما يليها جنوبا جزء من دبروجة الإسلامية التي كانت تحت حكم الترك، ولذلك لا يزال يلبس غالب سكانها الطرابيش.
قمنا إلى بوخارست وسط سهول مبسوطة تمتد إلى الأفق يكسوها النبت وبخاصة القمح والذرة، وكان القوم يحصدون القمح وقتئذ 25 يونيه بمحاريق غالبها آلي حديث تجرها الخيول، وغريب أن تروي الأرض بالأمطار فحسب، وليس هناك من قنوات تصلها بالدانوب وفروعه رغم قربه منها، والبيوت والقرى مبعثرة وسط تلك الحقول وجميعها تطلى باللون الأبيض وتسقف بالآجر الأحمر، وكان الجو جميلا أميل إلى الدفء ويعمل النساء بكثرة في الحقول مع الرجال ويكثر توظيفهن في خط السكة الحديدية وعندما قارب الدانوب في بلدة سرنافودة اجتاز قنطرة هائلة في ثلاث قطع بينها بعض الجسور مجموع طولها عشرة أميال لأنها تقام حول شعاب الطونة الكثيرة ومناقعه العديدة”