تحميل كتاَب حليب سوفييتي pdf

رواية حليب سوفييتي pdf تأليف نورا إكستينا، ترجمة ضحوك رقية.. تعرضت جمهورية لاتفيا لاحتلال غاشم على يد الاتحاد السوفيتي في فترة الأربعينيات من القرن الماضي، وكان ذلك بموجب الإتفاق المبرم بين السوفييت والألمان عام 1939، واشتهر ذلك تحت مسمى احتلال دول البلطيق، حيث أن لاتفيا هي إحدى جمهوريات البلطيق الثلاثة، وخلال أحداث الاحتلال أو الاستعمار وقعت الكثير من المآسي والتضييقات العسكرية والاجتماعية والسياسية على البلد وأهلها، وعانى أهلها أشد المعاناة.

والرواية التي بين يدينا تأخذنا لنعيش في أجواء الاحتلال، أبطال الرواية هم أم وابنتها؛ الأم طموحة ولديها شغف كبير بالحياة، تعمل كطبيبة، ولكنها تعاني من التحولات الصارمة التي يشهدها مجتمعها تحت السلطة الشمولية السوفيتية المتحكمة في كل جنبات الحياة الاجتماعية وحتى الشخصية، امتد الحرمان إلى أخص الأمور بالنسبة للناس، حتى أن قرارات الحمل والأمومة تعرضت لتضييقات أيضًا. أما الأبنة فهي تعيش برفقة جدتها، نظرًا لابتعاد والدتها عنها في أحيان كثيرة، وتعيش أيضًا في صراع نفسي في ظل هذا المجتمع الذي يخشى أي لون من ألوان التغيير. ومن خلال هذه الأضلاع بين الأبنة والجدة والأم، والعلاقة المضطربة بين الأم وابنتها، سنشهد حكاية أجيال ثلاثة من النساء اللاتفيات أثناء الاحتلال السوفيتي، وترتسم أمامنا معالم الحياة الصعبة.

“بدأت عيادتي الصغيرة جدًا في المركز الصحي تخنقني رويدًا رويدًا. ذاع صيتي وتضاعف عدد مريضاتي. أتين لرؤيتي من المناطق البعيدة. مسلحات بالزهور وصناديق الحلوى وأطعمة المزارع الطازجة، نسي المشرفون أمري، ظنًا منهم أنني غير مؤذية في هذا المكان النائي، وأن عقوبة جريمة لينينغراد كانت قاسية بما فيه الكفاية
لم يبد أن زملائي السابقين في المدينة يهتمون لحالي. خافوا من إظهار اهتمامهم في الواقع، وبالتالي: خافوا المخاطرة بتدمير مهنتهم المزدهرة ذات الأجور السخية، التي تثريها الآن الرحلات إلى دول الاتحاد السوفيتي الصديقة، وحتى إلى الغرب المتعفن. عرفوا جميعًا أن عقوبة الاتصال بي ستكون زيارة إلى مبنى الزاوية سيء السمعة بضباطه من المخابرات الروسية وزنزاناته وعنابر احتجازه قبل الترحيل، تمثلت الحرية أمامي في شكل دراسات في لينينغراد. لم أعرف كيف أتعامل معها؛ ولهذا أرسلت إلى المنفى في هذه الغرفة الخانقة في المركز الصحي”