تحميل كتاَب دنقلا pdf

رواية دنقلا pdf تأليف إدريس علي محمد.. مأساة مصرية عنوانها “النوبة”، وأحداثها التهجير والتشريد والاعتقال، وأهدافها مشاريع نهضوية كبرى وبناء سد، ومآلاتها لا شيء يُذكر. تأخذنا أحداث الرواية إلى واحدة من المآسي المصرية الكبرى، التي تتمثل في تهجير بلاد النوبة، لنستمع إلى ذكريات تم محوها من التاريخ، ونشاهد أحداثًا مؤسفة مرّ بها مواطنون مصريون بين ظلم التهجير والاعتقال.. إنها أمة منسية من ذاكرة التاريخ، لم يكن لهم ذنب إلا أنهم عاشوا على أرض أريد لها أن تتغير ملامحها بشكل كامل. سنتعرف على عوض شلالي، الشاب المثقف الذي يقرأ التاريخ ليعرف حقيقة ما حدث في بلاده، فقرر أن يتحدث ويطالب بالحقوق المسلوبة فكان جزاؤه الاعتقال لمدة عشر سنوات.

يمثل هذا الشاب أحلام جيل الستينيات في آفاق سياسية واجتماعية أوسع وأكبر مما عاشه المصريون.. كانت غلطة عوض الوحيدة أنه قرأ فعلم ما لم يكن ينبغي له أن يعلم، وبعدما خرج من السجن تعرض لمطاردة أخرى فهرب إلى السودان ولكن أهل النوبة واجهوه بتوجس وخوف خصوصًا مع كلماته التي كانت كبيرة في نظرهم حول العدالة والمساواة والانتفاضة والمطالبة بالحقوق. ومن جديد كان خطر الاعتقال يحاصره من كل مكان، فهرب أخيرًا إلى فرنسا وهناك أحبّ امرأة فرنسية وأراد أن ينسى الماضي، ولكنه ترك في مصر أمًّا مكلومة وزوجة انتظرت عودته ولكنه لم يعد.

ونتعرف على حوشية، المرأة النوبية التي تركها زوجها في ظل المحنة، وبعد شهرين فقط من زواجهما، لتعلم أنها حامل بعد رحيله، وتنتظر عودته بفارغ الصبر لكي تخبره بهذا الحدث السعيد، ولكنه أيضًا لم يعد.. وجاء الولد ليزيح عنها بعض الوحشة والوحدة، ولكنه كبر، ويبدو أنه تبع أباه، فخرج ولم يعد أيضًا.. لتلقى هذه المرأة المصير نفسه، هُجرت كزوجة وهُجرت كأم. وعلى الجانب الآخر نتعرف على حليمة، التي تزوجت عوض قبل رحيله إلى فرنسا، وكانت ترعى أمه الكفيفة، ثم رحل عنها، لتجسد مأساة النساء الجنوبيات.. إنها رواية اجتماعية وسياسية تأخذنا إلى الكثير من المآسي الإنسانية بين ظلم النظام الحاكم وظلم البشر لبعضهم البعض.