تحميل كتاَب ديوان النثر العربي الجزء الرابع pdf

ديوان النثر العربي الجزء الرابع pdf تأليف أدونيس.. احتل الشعر العربي مساحة ضخمة من اهتمام الأدباء والمؤرخين على مدار التاريخ، ونكاد نشعر أن العرب لم يجيدوا سوى الشعر فقط، وأن النثر كان فنًا مهملًا في التراث العربي، فلم يلق نفس الاهتمام، ولم يكن له روّاده على مدار التاريخ العربي مثلما كان للشعر، والحقيقة أن هذا ظن خاطئ، والتراث العربي غني بفن النثر، بل إنه لا يُضاهى في الجمال واللغة والرقة والعذوبة وحسن الوصف والتصوير، ومن هنا يأتي ال الملهم الذي بين يدينا، ليتجول بنا على طول امتداد التراث العربي، ويستخرج لنا الكثير من كنوز النثر العربي، ليثبت أن تراثنا غني بشتى الألوان الأدبية والفنية.. هنا تجد الكثير من المقتطفات والكنوز في بطون الرسائل والخطب والكتب والحوارات والأقوال المأثورة، واستطاع المؤلف أن يرتبها على حسب التسلسل الزمني بداية من العصر الجاهلي وصولًا إلى العباسي، لم يهتم المؤلف بشكل كبير بنسبة الأقوال إلى أصحابها على قدر اهتمامه باستخراج هذه الدرر، ولذلك ستجد الكثير من الأقوال المجهولة، لا نعرف صاحبها، ولكنها تنتمي إلى تراثنا حتى لو لم يُعلم القائل.

والجزء الرابع الذي بين يدينا فيه نصوص نثرية لكثير من الشخصيات، مثل: أبو عثمان سعيد بن سلام المغربي، أبو عبد الله الروذباري، أبو عبد الرحمن السلمي، عبد الكريم القشيري، عبد الله الأنصاري الهروي، الإمام أبو حامد الغزالي، الشيخ عبد القادر الجيلاني الحسني، السهروردي، محيي الدين ابن عربي، صدر الدين القونوي، ابن سبعين، ابن عطاء الله السكندري، محمد وفا الكبير، جمال الدين الشاذلي، القطب الجيلي، عبد الوهاب الشعراني، محمد الرواس، أحمد بن عجيبة الحسني، وغيرهم من الشخصيات والأقوال والأفكار غير المنسوبة.

“جعل الليل وقتًا لسكون قوم ووقتا لانزعاج آخرين، فأرباب الغفلة يسكنون في ليلهم، والمحبون يسهرون في ليلهم إن كانوا في روح الوصال، فلا يأخذهم النوم لكمال أنسهم، وإن كانوا في ألم الفراق فلا يأخذهم النوم لكمال قلقهم. فالسهر للأحباب صفة: إما لكمال السرور أو لهجوم الهموم، ويقال جعل النوم للأحباب وقت التجلي بما لا سبيل إليه في اليقظة فإذا رأوا ربهم في المنام يؤثرون النوم على السهر

ويقال خلق القلوب على وصفين: قلب المؤمن مضيئًا مشرقا وقلب الكافر أسود مظلمًا. هذا بنور الإيمان مزين، وهذا بظلمة الجحود معلم

الأوقات متجانسة، وتفضيلها بعضها على بعض على معنى أن الطاعة في البعض أفضل والثواب عليها أكثر. والليل خلف النهار والنهار خلف الليل، فمن وقع له طاعة في الليل خلل فإذا حضر بالنهار فذلك وجود جبرانه، وإن حصل في طاعة النهار خلل فإذا حضر بالليل ففي ذلك إتمام لنقصانه”.