تحميل كتاَب ديوان النثر العربي الجزء الثالث pdf

ديوان النثر العربي الجزء الثالث pdf تأليف أدونيس.. احتل الشعر العربي مساحة ضخمة من اهتمام الأدباء والمؤرخين على مدار التاريخ، ونكاد نشعر أن العرب لم يجيدوا سوى الشعر فقط، وأن النثر كان فنًا مهملًا في التراث العربي، فلم يلق نفس الاهتمام، ولم يكن له روّاده على مدار التاريخ العربي مثلما كان للشعر، والحقيقة أن هذا ظن خاطئ، والتراث العربي غني بفن النثر، بل إنه لا يُضاهى في الجمال واللغة والرقة والعذوبة وحسن الوصف والتصوير، ومن هنا يأتي ال الملهم الذي بين يدينا، ليتجول بنا على طول امتداد التراث العربي، ويستخرج لنا الكثير من كنوز النثر العربي، ليثبت أن تراثنا غني بشتى الألوان الأدبية والفنية.. هنا تجد الكثير من المقتطفات والكنوز في بطون الرسائل والخطب والكتب والحوارات والأقوال المأثورة، واستطاع المؤلف أن يرتبها على حسب التسلسل الزمني بداية من العصر الجاهلي وصولًا إلى العباسي، لم يهتم المؤلف بشكل كبير بنسبة الأقوال إلى أصحابها على قدر اهتمامه باستخراج هذه الدرر، ولذلك ستجد الكثير من الأقوال المجهولة، لا نعرف صاحبها، ولكنها تنتمي إلى تراثنا حتى لو لم يُعلم القائل.

والجزء الثالث الذي بين يدينا فيه نصوص نثرية لكثير من الشخصيات، مثل: أويس القرني، سفيان الثوري، سفيان بن عيينة، رابعة العدوية، حبيب العجمي، الفضيل بن عياض، طاهر المقدسي، إبراهيم بن أدهم، بشر الحافي، السري السقطي، الحارث المحاسبي، شقيق البلخي، أبو سليمان الداراني، حاتم الأصم، أحمد بن خضرويه، حمدون القصار، منصور بن عمار، عبد الله بن خبيق الأنطاكي، أبو حمزة البغدادي، الحكيم الترمذي، أبو الحسين النووي، إبراهيم الخواص، أبو عبد الله بن الجلاء، ممشاذ الدينوري، شاه الكرماني، أبو بكر الوراق، أبو عبد الله السجزي، أبو عمرو الدمشقي، أبو بكر الواسطي، يوسف بن أسباط، أبو بكر بن يزدانيار، أبو بكر الطمستاني، وغيرهم.

“لما رأيت الطالبين قد تحيّروا والمريدين قد فتروا، والمتعبدين والعلماء بما غلب عليهم من سلطان الهوى قد سكروا، لما رأوا المنتسبين إلى علم المعرفة على طبقات مختلفة ومقامات متفاوتة من استصغار الأحوال وأهلها، والتراخي عن الأعمال والإعراض عنها، تسوروا على ذرى قصرت عنها مقاماتهم عجزًا عن بلوغها، واغتروا بما سمعوه من علوها، احتجت أني أعلم السبب الذي أوقعهم في هذه الشبهة، وأوقعهم في هذه المنزلة قبل أوانها، والاستحقار للنزول فيها قبل حينها،
فرأيته سببين: كل سبب منهما على أصلين؛ أحدهما استعجال المنزلة قبل وقتها عجزا عما عمل فيه الصادقون، وبذله المحققون والآخر الجهل بطريق السالكين إليها وإغفال التقوى عما لها وعليها”