التخطي إلى المحتوى

استمتع بقراءة و تحميل كتاَب رجب طيب أردوغان ما له وما عليه pdf بصيغة pdf مجانا من موقع كتاَب .. أكبر موقع تحميل كتب في الوطن العربي.

وصف تحميل كتاَب رجب طيب أردوغان ما له وما عليه pdf

مفكر مصري استراتيجي متخصص في قضايا فكرية وثقافية عديدةعندما سجل لاعب كرة القدم التركي ” هاكان شوكر” أسرع هدف في تاريخ العالم أمام أمام كوريا الجنوبية في عام 2002 ، كان حزب العدالة والتنمية المنشأ حديثا يستعد لتولي زمام السلطة في البلاد .. جاء هدف ” هاكان” في الثانية 11 من بدء المباراة .. تستطيع وصفه بـ ” قوة ناعمة” مبكرة لدولة سيتبني حكامها الجدد القوة الناعمة أساسا لسياساتهم الخارجية .. في 2020 كان المصارع التركي ” قره دينيز” يفوز ببطولة أوربا في المصارعة الحرة .
في تلك الأيام ، كانت القوة الصلبة لتركيا تضرب في الجوار القريب والبعيد ، وتبني قواعدها العسكرية في الخليج العربي والقارة الإفريقية .. تتحدي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بشراء منظومة ” إس 400″ الروسية ، وكانت الطائرات المسيرة ، قد قصفت ، وتقصف من تصفهم أنقرة بـ” أعداء الأمن القومي” في سوريا ، وليبيا ، والعراق ، وتستعد لدخول ميدان المعركة رفقة أذربيجان ضد أرمينيا.. الحزب نفسه .. القائد نفسه .. الدولة نفسها .. لكن الأدوات تغيرت .
في 2002 كان الشعار” صفر مشكلات” .. في عام 2020 كان الواقع ” اقتحام المشاكل ” .. في 2021 تعد تركيا بالجديد .. جدلية القوة والهوية على ضفاف البسفور .. أطوار التموضع التركي في طريق العبور بين أوروبا وآسيا .. لم يكن أي من جيل تركيا الحاضر قد ولد بعد .. لما انتصر الأتراك في حرب الاستقلال محطمين معاهدة ” سيفر” الاستسلامية مع الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولي ، وقع مصطفي كمال أتاتورك معاهدة ” لوزان” التي شكلت خارطة تركيا الحالية ، ومنعت ” حسر” البلاد في مساحة ضيقة من الأناضول .. كان هدف ” أتاتورك” واضحا وهو استعادة البر التركي الرئيسي وتثبيت الحدود النهائية للبلاد باعتراف كامل ونهائي من الدول المنتصرة في الحرب ، وبالفعل أسس أبو الأتراك ” جمهورية تركيا الحديثة العلمانية ، التي انشغلت بنفسها وانسلخت عن عمقها الحضاري الثقافي والديني ، فتبدلت الحروف العربية بحروف لاتينية ، والآذان العربي بآذان تركي ، والتقويم الهجري بالتقويم الغريغوري ، وأُقر ما يُعرف بـ ” قانون السكون ” بعد وفاة ” أتاتورك” الذي يُعاقب كل شخص ينادي بعودة الدين إلى الحياة العامة .. لم تكن تلك أكثر من مؤشرات هينة لطور اللحاق والتبعية للغرب اقتصاديا ، وسياسيا ، وعسكريا ، يوقل رئيس الوزراء التركي الأسبق ” أحمد داود أوغلو” في كتاَبه ” العمق الاستراتيجي” :” لقد وافقت تركيا على أن تكون محيطيا راكدا طيلة فترة الحرب الباردة ، لقد شعرت بالحاجة للمظلة الأمنية للمعسكر الغربي ” .. وهذه الجملة تختصر كل شئ ” الدولة ” .. انضمت رسميا لحلف الناتو في عام 1952 ، واًصحبت قاعدة أمريكية متقدمة في مواجهة المد الشيوعي أيام الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي .. الواقع آنذاك داخليا يُلخص في جملتين : سلطة ينتخبها الشعب لكنها لا تسيطر على الجيش وجيش نصب نفسه وصيا على ” علمانية الدولة ” مع استعداد مبدئي للانقلاب على أى حكومة مدنية مثل انقلاب 1960 على رئيس الوزراء ” عدنان مندريس” ، ثم إعدامه .
خارجيا انعزلت تركيا تحت شعار سلام في الوطن .. سلام في العالم ، مع بعض الاستثناءات مثل المشاركة في الحرب الكورية عام 1952 .. القوة الخشنة لجيش البلاد في تلك الفترة كانت تتوجه للداخل أكثر وللخارج أحيانا في حروب الغرب فقط .. لكن أول تمرد خشن على الحلفاء .. كان على وشك الحدوث .. اختلفت تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 ، وتوترت العلاقات في عام 1964 بسبب المواقف المتضاربة من الأوضاع في قبرص ، ولم يطل الأمر كثيرا ، حتى وقع أول استخدام تركي للقوة الصلبة في السياسيات الخارجية عام 1974.
نجم الدين أربكان المعروف بـ” أبو الإسلام السياسي التركي الحديث ” .. كان وقتها نائبا للرئيس “بولانت أجاويد” – زعيم حزب الشعب الجمهورية العلماني .. بولانت الذي كان غائبا عن البلاد تفاجأ بقرار أربكان التدخل العسكري في قبرص لحماية القبارصة الأتراك من الانقلاب العسكري اليوناني .. كان تحديا للغرب وإراداته بقرار من رجل محسوب على التيار الإسلامي المحافظ ، وكانت مسألة قبرص قضية دولة تدور في فلك الغرب .. استفادت تركيا من ظروف الحرب الباردة ، ولم تُرد أمريكا أو أوروبا أن تدخل في صراع مع أنقرة ، لأنها جبهة مهمة – إن لم تكن الأهم في المواجهة مع الشيوعية ، واكتفت واشنطن بفرض حظر على تصدير السلاح لأنقرة ما بين عامي 1975 و 1978 .. شئ شبيه بالبرنامج النووي الباكستاني الذي غضت عنه الولايات المتحدة الأمريكية الطرف خشية خسارة باكستان خلال فترة الغزو السوفيتي لأفغانستان .
اكتشفت تركيا بوصفها دولة ثلاث مزايا تمتلكها ، فعالية قوتها الخشنة في تحرك منفرد ، وأهميتها الجيوسياسية ، وضرورة بدء تصنيعها العسكري المستقل ، ففي أي لحظة .. قد لا تتفق مصالحها مع مصالح حلفائها .. تركيا عرفت على مر العصور أهمية موقعها الجغرافي الواصل بين القارات والمطل على البحار الدافئة والمضائق البحرية المؤدية إليها ، لكنها لم تكن صاحبة رؤية استراتيجية تستغل بها هذا الموقع .
هكذا فسر أحمد داود أوغلو حال البلاد .. كانت تركيا عام 1991 القاعدة العسكرية التي تنطلق منها الطائرات الأمريكية والتحالف الدولي لضرب العراق ، بعيد غزو صدام حسين للكويت .. أنتهت الحرب الباردة ولم تؤد تركيا دورا إقليميا أو دوليا مستقلا .. أهميتها التقليدية بوصفها درعا غربيا في مواجهة الشيوعية تلاشت .. أهميتها الجيوسياسية حاضرة وباقية ، لكنها بلا رؤية لمشروع كامل ، تعرف بها دورها الجديد في الإقليم والعالم وفي الداخل كان صراع العقود مستمرا .. علمانية الجيش المتشدة من جهة ، والمجتمع المسلم الذي يفرز نُخبا سياسية إسلامية من جهة أخرى .
في منتصف التسعينات فاز رجب طيب أردوغان برئاسة بلدية إسطنبول البكرى ، أواخر التسعينات أطاح الجيش بنجم الدين أربكان بانقلاب ناعم .. سُجن أردوغان في تلك الفترة بعد إلقاء بيت شعر يوحي بهوية تركيا الإسلامية في 1997 .. تركيا ستتغير .. أردوغان سيخرج من السجن وسيقود حزبا جديدا اسمه ” العدالة والتنمية” .. يفوز بالانتخابات العامة في 2002 ويقود البلاد .
من النظرية إلى التطبيق .. تركيا والقوة الناعمة من 2002 -2016 .. مع صعود حزب العدالة والتنمية توفر العامل الغائب ، ألا وهو المشروع الاستراتيجي ، فقد تبنت البلاد سياسة خارجية واضحة ومكتوبة .. لن ننقلب على الماضي لكننا سنغيره .. تطلعنا إلى أوربا أساسي لكن وفق سياسة خارجية .. نتوجه إلى وسط آسيا والقوقاز والشرق الأوسط وإفريقيا .. صفر مشكلات مع الجوار والأولوية للاقتصاد .. أما القوة فناعمة .
وخلال سنوات قليلة تحققت ثورة اقتصادية .. تركيا أصبحت ضمن الاقتصادات العشرين الأقوي في العالم ، بعد أن كانت دولة تثقلها الديون .. بنية تحتية ضخمة وثورة صناعية وزراعية وعسكرية .. تبنت موقفا جديدا من المسألة الكردية فأعطت للأكراد حقوقهم الثقافية ضمن نطاق وطني مع الإبقاء على موقفها الصارم تجاه أي تحركات انفصالية .. انجازات وفرت تأييدا شعبيا كاسحا بالمعني الحرفي .. وثقلا شعبيا لأي مواجهة محتملة مع الجيش .
في الخارج تبدأ تركيا مفاوضات للحصول على عضوية في الاتحاد الأوروبي في عام 2005 ، وتبتكر نموذجها الخاص من القوة الناعمة ، فقد ازدهرت الدراما ، وانطلقت المساعدات التنموية للدول الإفريقية والآسيوية بشكل خاص ، وبدأت الجامعات المحلية بإعطاء المنح الدراسية للطلاب العرب والأفارقة والآسيويين ، كما تعاظم دور هيئة الشؤون الدينية في العمل الإغاثي والدعوي .
وعلى صعيد الدبلوماسية انخرطت البلاد في جولات دبلوماسية مكوكية ، ونسج علاقات صداقة مع دول الجوار القريب والبعيد في الشرق والغرب ، وتصدر نفسها بوصفها نموذجا مثاليا في السياسة والاقتصاد والتفاوض ، وصفرية المشكلات .. تتبني القضايا العربية والإسلامية ، وعلى رأسها قضية فلسطين .. كان تأثير القوة الناعمة لتركيا واضحا للغاية .. في عام 2002 في استطلاع للرأي أُجري في بعض الدول العربية ، حلت تركيا بصفتها أسوأ دولة بعد أمريكا وإسرائيل .. أما في عام 2011 وفي استطلاع آخر فقد جاءت تركيا في المركز الأول بصفتها دولة حازت على أفكار إيجابية وبنسبة 70 % في أذهان دول عربية وإيران .. ستسأل الآن : لماذا لم ينقلب الجيش على الجزب الجديد ؟ .. ومن قال إن الجيش لم يحاول ؟ .. هل سمعت عن المواجهة بين دولة الجنرالات ؟
لم تشارك تركيا في الحرب العالمية الثانية حتي عام 1945 ، وقتها كان الجميع يعلم أن ألمانيا واليابان هُزمتا بالفعل .. شاركت مع حلف الناتو في الحرب الكورية إلى جانب كوريا الجنوبية عام 1952 .. هددت سوريا بغزو في عام 1957 خلال موجة تصعيد الحرب الباردة وسياسة الأحلاف .. وتدخلت في عسكريا في 1974 .. ماذا بعد .. لا شئ تقريبا .. بالرغم من أن مصطفي كمال أتاتورك حظر نظريا تدخل الجيش في السياسة ، إلا أن الجنرالات كان لهم سطوة على السياسة .. كانوا يراقبون الجميع .. ويؤدون دور الوصي على الدولة ، ولم يترددوا في استخدام القوة .. فمنذ عام 1960 قعت أربعة انقلابات لإزاحة الحكومية المدنية ، اثنان منها عنيفان .. عام 1960 -1980 واثنان منها أقل عنفا عام 1972-1997 .. وتمكن الجيش من فرض نفسه في جميعها .. الانقلاب الخشن الوحيد الذي هُزم أمام الرئيس عبر تاريخ تركيا الحديث كله كان محاولة انقلاب تموذ / يوليو 2016 على رجب طيب أردوغان .
وفي 2003 أجرت تركيا تعديلا دستوريا أضعف صلاحيات مجلس الأمن القومي الذي كان منصة الجنرالات لانقلاباتهم منذ عام 1960 ، وبعد أن كان صاحب صلاحيات أمنية ، بات أشبه بهيئة استشارية لا أكثر .. صحيفة فاينينشال تايمز ، وصفت التعديلات بأنها ثورة هادئة على نفوذ قادة الجيش .. وفي 2007 أصدر قادة في الجيش بيانا يحذرون فيه من ” تغيير الطابع العلماني للدولة” ، فكانت المواجهة ، وبدأت عمليات ملاحقة بحق قيادات عسكرية كبيرة ، فيما يُعرف بفضيحة ” إرجينيكول” .. في 2009 انتشرت فضيحة حول محاولة انقلابية عُرفت باسم ” القفص” ، وانطلقت محاكمات واسعة بحق ضباط كبار .. انقلاب 2016 الفاشل وضع نهاية لعصر الجيش الانقلابي في السياسة التركية ، وعملت الحكومة على إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية بشكل كامل ،ضمن إجراءات وصفها معارضوا أردوغان بـ ” تصفية للمناوئين” .. بالمحصلة جيش تركيا ودع عالم التدخل في الداخل ، وسيكون أمام موعد مع جبهات حرب في القوقاز والشرق الأوسط وإفريقيا .
مما سبق نجد أن رجب طيب أردوغان يراه البعض صانع تركيا الحديقة ونموذج للقائد والسياسي الناجح ، وينعته آخرون بالمستبد ويرون أنه أخطر على المنطقة من إسرائيل .. لا عب كرة القدم الذي وضع بلاده على خارطة أقوي اقتصادات الدنيا ، والحاكم الذي لم يخسر انتخابات ديمقراطية قط .
وحول الكشف عن سيرته الشخصية نقول : ولد رجب طيب أردوغان عام 1956م في حي قاسم باشا الفقير في اسطنبول .. باع البطيخ السميت في صغره ليساعد والده .. تخرج في ثانوية اسطنبول للأئمة والخطباء عام 1973 ، ثم التحق بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة مرمرة .. طفولة فقيرة ومعارك شعبية .. دروس دينية وأخرى في علم الاقتصاد الحديث .


تحميل وقراءة تحميل كتاَب رجب طيب أردوغان ما له وما عليه pdf بصيغة pdf مجانا بروابط مباشرة وأسماء عربية . كتب pdf أفضل وأكبر مكتبة تحميل وقراءة كتب إلكترونية عربية مجانا.

تحميل الكتاب