تحميل كتاَب رحلة الأندلس pdf

رحلة الأندلس pdf تأليف محمد لبيب البتنوني.. عُرف محمد البتنوني بكثرة رحلاته وجولاته حول العالم وخصوصًا أوروبا، إلا أن هناك دولة واحدة لم يكن قد زارها من قبل، وهي إسبانيا، وظل طويلًا يحلم بزيارتها في أي فرصة.. إلى أن جاء عام 1926 وجاءت الفرصة السانحة، ليجد نفسه على أعتاب أسبانيا، وقف متأملا في معاملها وآثارها، أطال النظر إلى الواقع الأسباني في مرحلة حرجة، كانت أسبانيا الجديدة تُبنى على أنقاض الأندلس الإسلامية، ومن هنا اختلطت بعض الآثار، وجاءت رحلته في وقت هام من التاريخ. استمرت رحلته طويلًا يتأمل معالم الحياة من كافة النواحي وطبيعة الناس والثقافة والفكر، ثم عاد وأرسل مجموعة من الرسائل التي وثق فيها كل ما خرج به من الرحلة، ونشرت في جريدة الأهرام المصرية ثم ها هي تُجمع بين دفتي ال لتحفظ لنا هذه التجربة النادرة.

“السفر من إشبيلية إلى غرناطة صعب جدًا بالسكة الحديدية من كل وجه؛ لأن عرباتها قديمة، وهي أشبه شيء بعربات خطوط الشركات الضيقة عندنا، ومع أن المسافة بينهما 288 كيلومترا يقطعها القطار في أكثر من عشر ساعات، وليس فيه عربة للأكل وقد يقف القطار كثيرًا في بعض المحطات انتظارًا لقطار ثان آت من طريقه أو من طريق آخر، ولا ترى في المحطات إلا باعة الماء في الغالب، وكلما اتجهت إلى الشرق وجدت من يبيع شيئًا من الفاكهة خارج سياج المحطة، وبالجملة الماء هنا هو أول شيء يحتاج إليه الإنسان في كل وقت لشدة الحرارة، وقد كنت أحسبني قليل الشرب جدًا في مدة الصيف، ولكني هنا أراني أكثر من الشرب في كل وقت مدفوعًا بشدة العطش. وقد تُحدث شدة الحرارة هنا تهيجًا في الحلق والحنجرة، فترى الناس يبصقون كثيرًا في الطريق وغير الطريق من غير مبالاة، مما لا تراه إلا نادرًا في البلاد المتمدينة، بل قد يكون سببًا في تهيج الشعب فيكثر السعال”