تحميل كتاَب سنتان وتحترق الغابة pdf

سنتان وتحترق الغابة pdf تأليف سعيد حورانية.. مجموعة قصصية فريدة، ترسم لنا الكثير من الأحداث السياسية والاجتماعية في أوطاننا العربية؛ فهنا نقرأ عن قصة المسجونين في سجن المرّة بحلب، أيام الوحدة مع مصر، ومن بينهم بائع خبز لا ينتمي إلى أي حزب أو فصيل سياسي، ومع ذلك لم يأمن من بطش النظام، وتدور إحدى القصص حول أستاذ تم نفيه إلى قرية نائية بظروف صعبة فقط لأنه قرر أن يعلم التلاميذ معنى الحرية، أما القصة التي أخذت المجموعة اسمها فهي الأكثر مأساة من بين القصص، عن الفقر واللجوء والعوز والحاجة. القصص الواردة في المجموعة: المهجع الرابع، الجنازتان، ثلج هذا العالم، محطة السبعا وأربعين، الجوزات الثلاث، سنتان وتحترق الغابة، صولد، مشروع إنسان، من يوميات ثائر، الخفاش يفتح عينيه.

“مهلًا.. انتظروني.. هناك حادث.. أسمع طلقات نارية صادرة من مكان بعيد.. هب ويده على مسدسه، وما كاد يفتح باب الغرفة حتى دخلت مع الريح الباردة أصوات طلقات أخريات صدرت من مكان قريب جدًا.
وسمعنا أصوات أقدام تخوض في الوحل، وسباب ولعنات بلغة حاقدة، وهمهمة رجال كالفحيح، ثم اختفوا.
خرطش مضيفنا مسدسه وخرج كالسهم من باب المضافة يعدو ويصيح: الحقوني يا شباب.
ونظر بعضنا إلى بعض، ثم اندفعنا وراءه نتلفت يمنة ويسرة.. وغاصت رجلاي الحافيتان النظيفتان في الوحل، ودخل الهواء إلى العباءة وتلاعب بها.. ولكني لم أكن أفكر بسوى الركض وراء مفلح الجدعان، ﻷية غاية؟ تحت أية قوة؟ لا ندري سوى أننا كنا نركض وراء الطلقات. الظلام حالك جدًا.. كنت أصطدم تارة بعجوز هائمة أقلقها الرصاص. أو بحيوان ضائع أفزعته الضجة، حتى وصلنا إلى السوق، وهنا كان بعض أفراد من فلاحي أراضي مفلح الجدعان ينتظرون، لا شك أنه حادث رهيب أسقط أفئدتهم الواهنة وبعث الهلع في قلوبهم المطمئنة”