تحميل كتاَب طقوس الروائيين أين ومتى وكيف يكتبون الجزء الثالث pdf

طقوس الروائيين أين ومتى وكيف يكتبون الجزء الثالث pdf تأليف عبد الله ناصر الداوود.. الة ليست عملية ارتجالية يقوم بها الشخص في أي مكان وزمان، بل إن لحظات الإلهام تأتي وفق ظروف معينة وأجواء محددة، تختلف من كاتب لآخر، كما أن الة هي عملية مقدسة بالنسبة لبعض الأدباء وال، ومن هنا نرى حرص المؤلفين على اختيار الأجواء التي تساعدهم على إخراج مكنونات أنفسهم، وهذا ما يسمى بطقوس الة. وال الذي بين يدينا، بأجزائه الثلاثة، يأخذنا إلى منطقة الكواليس، ليعرض لنا طقوس الة عند كثير من الأدباء وال المشهورين، من العرب وغيرهم، من ناحية المكان والزمان، والأجواء والحالة النفسية والمزاجية والفكرية، وأوقات الإلهام والأدوات المستخدمة، وماذا يفعل كل واحد منهم إذا وصل إلى مرحلة المعضلة، عندما يتوقف تدفق الأفكار أو يحتاج إلى حل الحبكة أو حل مسألة أو غير ذلك، هنا أيضًا تأتي أجواء وطقوس أخرى.

سترى هنا مجموعة ملهمة ومشهورة من الأدباء وال، منهم من لا يجيد الة إلا في الليل، وآخرون يكتبون في النهار، ومن يفضل الة وهو على سريره، وآخر لا تتدفق أفكاره إلا في جلسة مكتبه، وغير ذلك من الطقوس. واستطاع المؤلف أن يصل إلى كل تلك المعلومات عندما نجح في عقد لقاءات واتصالات مع بعض ال، وتواصل مع آخرين عبر الميل، ووصل إلى معلومات من لقاءات سابقة حول آخرين، وغير ذلك من المراجع والطرق التي أخرجت لنا هذا الكنز. الجزء الثالث الذي بين يدينا يقدم لنا مجموعة ملهمة من الأدباء، أبرزهم: توني موريسون، ألبرتو مورافيا، د. تركي الحمد، ليلى أبو العلا، مارك توين، فواز حداد، عبد الرحمن منيف، خالد البري، هاني نقشبندي، إلياس فركوخ، أميمة الخميس، ربعي المدهون، رشيد الضعيف، عبد الله ثابت، عز الدين جلاوجي، عبد الوهاب آل مرعي، وغيرهم من الأدباء.

“أرسلت للأستاذ هاني نقشبندي أسأله عن طقوسه، فكتب يقول:
سئلت كثيرًا عن طقوس ال لدي، كيف تكون؟
ورقة بيضاء أمامك، قلم في يدك، صخب في الجوار، وشيء من جوع
الورقة البيضاء لا تحتاج إلى تبرير، والقلم بالمثل، وإن كنت أكتب على حاسبي المحمول مؤخرًا حيث بت أحمله في كل مكان كرضيع لا يكبر أبدًا
أما الصخب فهو لازمة كل حرف لي. لا أحب الهدوء، فهو يسكن القبور والفلاة الموحشة. وهو أنفع للقراءة منه للة، لكني عندما أقول أحب الصخب، لا يفهم أني أحب الضجيج، إذ شتان بينهما، الصخب حياة، الضجيج عذاب. الفاصل بينهما أقل من شعرة مشطورة.
أما الجوع فشيء منه يفيد العقل. امتلاء المعدة لا يشجع على الة بل الكآبة، من يملأ معدته بالطعام لن يعرف يومًا الطريق إلى التفكير الصحيح. العقل هش وقوي. هش في أنه لا يحب أن ترهقه معدة ممتلئة، وقوي لأنه أصل الإنسان”