تحميل كتاَب ياكوب فون غونتن pdf

رواية ياكوب فون غونتن pdf تأليف روبرت فالزر، ترجمة د. نبيل الحفار.. كتُبت هذه الرواية بأسلوب صارم، كان مشتهرًا في تسعينيات القرن الماضي، حيث تسير أحداث الرواية كلها في وتيرة واحدة، لا يوجد صعود وهبوط في الأحداث، اللغة يبدو عليها مشاعر السخط والخيبة والسخرية من كل شيء كطريقة للاعتراض على الواقع سياسيا واجتماعيا، ومن هنا يعبر المؤلف عن رؤيته وانطباعاته وأحاسيسه من خلال شخصيات الرواية، والتي لا يجب أن تُقرأ بمعزل عن ظروف العصر الذي كُتبت فيه.. يصف فالزر تقلبات الدماغ البشري والمناطق الضعيفة فيه، والتوترات الدراماتيكية بين الذات الداخلية والواقع المتوحش الخارجي، ولهذا قال بعض القراء أن هذه الرواية فيها خلاصة العواطف البشرية كلها.

“وقع شيء غير مفهوم بالنسبة لي، ربما لم يكن له أي معنى. أنا لا أميل إلى ترك الألغاز والأسرار تسيطر عليّ. كنت جالسًا وقد هبط المساء وحدي في غرفة الدروس، وفجأة وقفت الآنسة بنيامنتا ورائي. لم أسمعها تدخل، فلا بد أنها قد فتحت الباب بمنتهى الهدوء. سألتني ماذا أفعل هنا، ولكن بلهجة من لا يحتاج إلى إجابة. في هذه الحالة لا يقدم المرء طبعًا أي جواب. ثم وكأنها كانت متعبة وتحتاج إلى سند، وضعت يدها على كتفي. فأحسست عندئذ أني ملك لها، أيعني هذا أني تابعها؟ 
نعم. صرت ببساطة منتميا إليها. أنا دائمًا أشعر بالارتياب حيال الأحاسيس. بتنا ننتمي إلى بعضنا بعضا، بفارق طبعًا. لكننا بتنا دفعة واحدة شديدي القرف من بعضها البعض. مع وجود الفارق دائمًا طبعًا. أنا في الواقع أكره أن أحس بفارق ضئيل مثل الآن، أو ألا أحس بفوارق إطلاقا. بما أن الآنسة بنيامنتا وأنا كائنان مختلفان كليا قلبا وقالبًا، فإن الإحساس بهذا الانتماء شكّل سعادة بالنسبة لي. يضاف إلى ذلك أني أكره أن أكذب على نفسي. فالأوسمة والامتيازات غير الحقيقية قولًا وفعلًا، أعتبرها أعدائي. إذن كان الفارق بيننا كبيرًا. نعم، وما معنى هذا؟ ألن أتخطى فوارق معينة؟ وعندها قالت الآنسة فجأة: تعال معي، انهض وتعال، أريد أن أريك شيئًا”.