التخطي إلى المحتوى

استمتع بقراءة و نساء في جحيم الارهاب دراسة لواقع المرأة العراقية في ظل ازمة داعش بصيغة pdf مجانا من موقع كتاَب .. أكبر موقع تحميل كتب في الوطن العربي.

وصف نساء في جحيم الارهاب دراسة لواقع المرأة العراقية في ظل ازمة داعش

متخصص في علم الاجتماعتعرض المجتمع العراقي خلال الثلاث عقود المنصرمة الى سلسلة من الازمات، كان ابرزها واكثرها اثارة للجدل سقوط عدد من المحافظات بيد عصابات ارهابية عرفت بـ(داعش) , تلك العصابات التي استغلت حالة الفوضى والوهن الامني في العراق, اذ وَجدت الارضية الصالحة للتوسع, وتحقيق الاهداف, لتشيع حالة من الصدمة الاجتماعية, ترافقها العديد من علامات الاستفهام, عندما اجتاحت خلال ساعات قليلة اراضي واسعة من العراق, واثارت العنف والرعب والارهاب في مدن محافظة الانبار و محافظات, نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك..
خلال السنوات التي مضت احتلت ازمة ما يسمى تنظيم داعش الارهابي العالم اعلامياً وفكرياً، ووضعت العديد من الدول موضع الخشية على الارض والمصالح، ان دموية هذا التنظيم المتطرف وسياسته البشعة التي كانت تصقل منذ سنين، وقعت في ارض العراق خلال مدة كادت ان تكون مفصلية، وما ان تحولت الى مأساوية، اذ امتد التنظيم في ارجاء واسعة من الارض، ومارس ابشع صور العنف و الارهاب حتى وصف بالتحدي الاخطر على المنطقة، عندما وَسع دائرة العنف، وفرض التشريد والحصار، وبعض الممارسات التي انتهكت الانسانية، يذكر ان الحروب والنزاعات التي شهدها المجتمع العراقي، دفعت الباحثين لتسميته بمجتمع الازمة، فالأزمات التي ارتبطت بمرحلة وجود تنظيم داعش عديدة, منها ازمة تهجير، وازمة حصار، و ازمة عنفيه ونزاع واقتتال جائر، حتى ممارسات يندى لها جبين الانسانية وخِدادٌ الحرية، جاء بها فكر داعش وسياساته التنكيلية.
لقد نتج عن سقوط اجزاء كبيرة من محافظات العراق الست بيد تلك العصابات الاجرامية او ما يسمي نفسه تنظيم (الدولة الاسلامية), اثار اقتصادية, واجتماعية, وصحية, وبيئية جسيمة والمتمثلة بتدمير البنى التحتية والاحياء السكنية ومنازل المواطنين, فضلاً عن النزوح القسري لغالبية سكان تلك المحافظة بحثاً عن الامن والامان, وبعيداً عن العنف والقتل المروع والاعتقالات والقصف العشوائي، وفي الوقت نفسه لم تستطع العديد من الاسر النزوح, وظلت تعاني من الظلم والتعسف والقتل والجوع على ايدي تلك الجماعات، حتى خلفت هذه الازمة معاناة شديدة لم يقتصر تأثيرها على فئة دون اخرى بل طالت جميع فئات المجتمع, رجالاً و نساءً واطفالاً, الا انها في الوقت ذاته كانت اشد ضرراً على المرأة, لمسؤولياتها المختلفة ووضعها الاجتماعي الملتصق بثقافة المجتمع, و سياسة الإغاظة والاستغلال التي انتهجها التنظيم الارهابي.
مارسَ ما يسمى تنظيم داعش سياسات سيطرة وتوسع مغرضة، اذ كان ادرى بمكانة المرأة وخصوصيتها في المجتمع العراقي، عندما اتخذ منهجية تسيء الى النوع الاجتماعي وتوسع الفروق داخل المجتمع ، اذ تعد المرأة العراقية العمود الاساس للنسق الاسري، واكثر اجزاء النسق تأثراً بالتحولات السلبية التي تصيب الاسرة، خليق بنا القول ان المرأة العراقية عاصرت اسوء الظواهر في العالم، وذاقت مرارة ثلاث سنوات من بطش ذلك التنظيم الارهابي، وسوء الاحوال المعيشية التي خلقها التهجير القسري، بعد سلسلة من الازمات (حرب، عنف، ارهاب، تهجير، احتلال، و فقدان الامن) التي تعرض لها المجتمع العراقي، والتي تركت اثار بنيوية خطيرة على النسق الاجتماعي للمجتمع والاسرة العراقية، صبت انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على المرأة العراقية، على اعتبارها جزء اساسي من اجزاء النسق العام.
عاشت المرأة العراقية اثناء ازمة ما يسمى تنظيم داعش الارهابي ظروف بالغة الصعوبة، وانتهاكات لم يكن لها مثيل في العالم، في الوقت الذي احاطت بالمرأة اعمال عنف وقتل وتهجير واستغلال واساءة ، وكانت ضحية النزاع الدائر في المجتمع عندما احدث احتلال ما يسمى تنظيم داعش وانهيار السلطة السياسية، خللاً في انساق المجتمع ، على اثر ذلك اهتزت القيم والضوابط الاجتماعية، واصبحت الحياة العامة تتسم بالفوضى، حتى فتح الباب امام المجرمين الارهابين ليفعلوا افعالهم الشنيعة وينتهكوا الحقوق والحريات الانسانية، مقابل فرض الحياة مصاعب جمة امام النازحين قسراً من وحشية ذلك التنظيم الارهابي, لتجد المرأة نفسها خلال ازمة العصابات الإرهابية داعش في موقعي خطر, الاول متمثل بظروف الحرب والحصار العسكري, واخرين تحت وطأة الحصار وانتهاكاته فاقدين لأبسط متطلبات العيش, والخطر الثاني متمثلاً بتحديات النزوح، والصعوبات التي واجهتها بعض الأسر العراقية, التي اجبرت على السكن في بيئات مختلفة, و عاشت اوضاع اجتماعية يائسة في المخيمات والعشوائيات والهياكل المفتقرة لمقومات العيش الكريم, ومن ذلك يمكننا القول ان المرأة العراقية خلال سيطرة عصابات داعش ومخاطرها السالفة الذكر واجهت مشكلات خطيرة تبلورت جمعيها في وضع اجتماعي صعب نتج عنه انعكاسات هددت امن المرأة ووضعتها في ظروف لم تعشها من قبل, اذ اصبح الامن الانساني للمرأة العراقية محط تهديد وانتهاك, وان هذا التهديد يعد من مفارقات ازمة تنظيم داعش ونتاجاتها الاجتماعية, وان هذا الوصف الخطير على البناء الاجتماعي للمجتمع هو انعكاس لخصائص الازمة المعروفة من قصف وقتل وانتهاك وتضييق وتدمير للمنازل والبنى التحتية والحصار والتهجير وكل عمليات التخريب والدمار التي خلفتها, لتنقسم حياة المرأة الى شقين الاول كان يشمل النساء المحاصرات تحت هيمنة عصابات داعش، اللاتي تعرضن لمختلف اشكال العنف والانتهاك والتضييق والتمييز على اساس النوع الاجتماعي، والثاني يشمل النساء النازحات اللاتي تعرضن لمشكلات النزوح وتحديات العيش المرير.
ان اهتمامنا بتناول هذا الموضوع انبثق من حساسية الظاهرة الارهابية وعالمية العصابات الإرهابية داعش التي أثارت جدل واسع على مختلف الأوساط و حظيت باهتمام كبير لم يقتصر على العراق فحسب بل عبر عنه غالب دول العالم, فقد عدت بالحدث اليومي الذي تدور حولة الاقاويل وخطر اللحظة الذي ممكن ان يطرق باب المجتمعات المتبقية, بناءً على ما أنتجته من مخاطر انهكت المجتمعات, فضلاً عن الاضرار التي احدثتها هذه الظاهرة على الامن الانساني لأفراد المجتمع و المرأة على نحو خاص.
يقدم لنا هذا الكتاَب بكل موضوعية حقيقة تنظيم داعش الارهابي وواقع الحياة الاجتماعية للمجتمع والنساء العراقيات في ظل وجود عناصر التنظيم الارهابي المتطرف على ارض العراق, من خلال توثيق حقائق ما آلت اليه ازمة داعش من مخاطر وتجليات على واقع المرأة العراقية في بيئات نزوح السكان وحصار للمدن.
اضافة الى اثراء المعرفة الانسانية بالمعلومات اللازمة حول حياة النساء في دائرة الارهاب الداعشي والتي لم نلحظ تناولها سابقاً بشكل مستقل عن الفكر العام و بإطار علمي واسع وعميق . سعياً نحو رسم سياسات ترفدنا بمراحل الحد من المشكلات والتطلع الى معالجتها ومنح المجتمعات اليات مجابهة الاخطار المماثلة.
تهدف هذه الدراسة الى التعرف على الآثار الاجتماعية لأزمة داعش على المرأة العراقية, من خلال تشخيص وضع المرأة في المجتمع العراقي, و التعرف على التهديدات الخطيرة التي واجهتها خلال مدة حصار تنظيم داعش المدن, و تناول اهم الحقائق والظواهر التي احاطت بالمرأة خلال ازمة النزوح القسري للسكان.
معتمدين على اداة (الاستبانة), فضلاً عن بعض المقابلات غير المقننة مع النساء, والاستعانة بشهود عيان لتأكيد بعض الحقائق الحساسة.
قسم هذا الكتاَب الى مقدمة وعشرة فصول, وكما موضح على الوجه الاتي: الفصل الاول, يتضمن (مدخل مفاهيمي) لبعض المفاهيم ذات الصلة بالموضوع التي تمثل مفاتيحنا الاساسية في تناول الظاهرة وهي (الازمة, المرأة, الارهاب و النزوح).
و الفصل الثاني (تنظيم داعش تحت المجهر), يوضح هذا الفصل مفهوم التنظيم الارهابي داعش, من خلال التعرف على نشأة هذا التنظيم, وبعض المحاولات والمقاربات لتحليل وتنميط التنظيم الارهابي.
ويتناول الفصل الثالث (الاسهامات العلمية السابقة) نماذج من الدراسات السابقة التي استعنا بها لتوجيه دراستنا الحالية, في حين شَمِل الفصل الرابع المقاربة الفكرية المفسرة للظاهرة وهي (النظرية البنائية الوظيفية اشارة لنظرية الانساق عند تالكوت بارسونز).
بعدها جاء الفصل الخامس, بعنوان (واقع المرأة في مجتمعات النزوح), ليكشف لنا عن واقع المرأة العراقية في مناطق النزوح والمشكلات التي واجهتها.
ومن ثم جاء الفصل السادس (المرأة ضحية اختلالات داعش الفكرية وهيمنته التعسفية), لفضح انتهاكات تنظيم داعش بحق المدنيين, ولا سيما النساء في المناطق المحاصرة تحت سيطرته, وليبين الوضع المأساوي الذي عاشه السكان داخل المدينة.
اما الفصل السابع الذي يحمل عنوان (بواعث الامل وتداعيات الازمة) الذي استعرض الظواهر الاجتماعية السلبية على المرأة والملموسة بالأرقام والاحصائيات.
والفصل الثامن (مقاومة الماضي وصياغة المسقبل) ليبين مكانة المرأة في المجتمع العراقي, ويوضح ادوارها الجوهرية خلال الازمة والتي اسهمت من خلالها في تعزيز ثقافة السلام في المجتمع, من خلال بعض الممارسات المجتمعية.
ومن ثم الفصل التاسع بعنوان(تحليل بيانات الدراسة الميدانية) الذي اشتمل على خمسة محاور: المحور الاول(البيانات الاولية للمبحوثات), والمحور الثاني (البيانات الاساسية لموضوع الدراسة), والمحور الثالث(المشكلات المتعلقة بواقع النزوح المرير) و المحور الرابع(المشكلات المتعلقة بمرحلة حصار تنظيم داعش للمدن العراقية) و المحور الخامس (الجانب الايجابي من الازمة), المحور السادس(الربط العلائقي لبعض متغيرات الدراسة).
اما الفصل العاشر جاء بعنوان (الاستنتاجات وسياسات الارتقاء والنهوض), اذ اشتمل على استعراض استنتاجات الدراسة الحالية, وجملة من السياسات الاجتماعية التي استنبطها الباحث بعض ما انتجه من الدراسة الحالية.


تحميل وقراءة نساء في جحيم الارهاب دراسة لواقع المرأة العراقية في ظل ازمة داعش بصيغة pdf مجانا بروابط مباشرة وأسماء عربية . كتب pdf أفضل وأكبر مكتبة تحميل وقراءة كتب إلكترونية عربية مجانا.

تحميل الكتاب