استمتع بقراءة و نهاية أميرة في الماء بصيغة pdf مجانا من موقع كتاَب .. أكبر موقع تحميل كتب في الوطن العربي.
وصف نهاية أميرة في الماء
سأظل أعمل على إحياء الأثار إلى أن تُحييني الأثار وتذكرني بعديمساء ٢٤ يونيو ١٩٩٧ يوم ميلادي
يُحكي اني ولدت ليلا وكأن يوم ميلادي يبدأ بالغروب
وقبلها منذ أن سمعت والدتي خبر حملها بي كانت تبكي كثيرا
وأخبرت والدي وأخبرها بإنه لا يُريدني فقد كان شيخآ كبيرآ بلغ من العمر كثيرآ فبكت لأجل بقائي
كانت أمي تدعو الله دائما أن يمنحها فتاة جميلة
تنظر إلى زُرقة البحر وخضار الأرض ونور السماء
النور الذي بذغ فجرآ
وتحققت رؤيتها عندما رأت نور ينزل بين يديها من السماء
عندما أخبرها الطبيب بأنها تحمل داخلها قطعة من روحها
وقالت سأسميها نور
تحققت أمنيتي هذا هو النور الذي رأينه ينزل من السماء في يدي
كبرت داخلها اتنفس من روحها الي أن جاء يوم مولدي
واخذتني امي بين احضانها وتنظر لي وكأن هذا اللقاء كان منتظرآ منذ وقتآ طويلاً
قالت أجاب الله دعوتي
وانجبت فتاه جميله في عيونها زُرقة البحر وشعرها خيوط الشمس ووجهها بدر السماء
كالقمر المنير الذي أضاء السماء في تلك الليلة المظلمة التي ولدت فيها منذ زمنآ بعيدآ
وحملني والدي قائلا سأسميها أميرة
وقالت أمي لعلها تأخذ نصيب من اسمها
وأخذتني بين احضانها الي يوم رحيلها
ومرت الأيام وبإزديادها كانت تخاف على أمي
تراني أمامها ألهو وألعب واكبر وأجرى على احضانها التي ما فارقتني ابدآ
أتذكر اليوم الأول ذهابي للمدرسة وأنا أنظر من شرفة الفصل أرى أمي تضيع يدها على صدرها وتلوح لي بيديها أراها تقف تحت المطر وعينيها على السماء كأنها تدعو الله بـ ألا يتفق الفراق بيننا مع القدر وذات يوم طلبت مني معلمة الجغرافيا ان أرسم خريطة للعالم
ما كان الفرح يسع قلبي وعُدت لأمي في نهاية اليوم الدراسي
وأخبرت أمي بطلب مُعلمة الجغرافيا
قالت هذه المرة إرسمي الخريطة ورفضت
أن ترسمها لي فرسمتها أنا فنظرت امي بتعجب قائلة هذا رسمك !!
قلت نعم يا أمي
قالت كنت اتمنى من الله فتاه تحمل في وجهها الحُسن فأعطاني الله فوق أتمنى ووهبك الفن
انتي الحُسن انتي الفن
فقلت لها وما مثل حضنك أدفي و أحن
كنت ألعب مع أصدقائي
الفتيات الصغار
وينظرون أبائهم وأمهاتهم من شرفات منزلهم
ويقولون لأمي لقد تحققت أمنيتك وصار لكي فتاة جميلة يليق بها إسم أميرة
وتمر الايام كنت ألهو وألعب وأجرى وأعود الي احضانها أبكي
كأن داخلي شئ يخبرني
انه سيأتي قريبا يوم وتفارقني
لا أعلم كيف علمت منذ صغري
لا أعلم لماذا كنت أبكي كل ليلة وأنظر إليها في منامها وأضع يدي على وجهها
وليالي أخرى أشعر بها تضمني وأسمع دعائها لي
ويومآ عُدت من مدرستي
ونمت بين أحضانها
و إستيقظت على خبر رحيلها
ما أتذكر هل بكيت او لا
ولكني منذ تلك الليلة اتألم ولا أحد يدري
هذا الألم الذي يعيشه قلبي الي أن أرحل وأراها وينتهي عمري وتأتي نهايتي
وتمر الايام وتركتني أشعر كل ليلة بالوحدة أفتقد أحضانها ولن يجف عليها دمع عيني
ابكي كل ليلة وأقول تركتني للأبد وحدي
وكلما وددت أن أشعر بقربها أذهب الى قبرها بجانب الحجر أبكي
وتمر الايام ولن انساكِ لأخر عمري يا أمي
ومرت الايام ويمر البشر حولي وغمضت عيني
إستيقظت في حياة أخرى
الي أن جاء دور أختي التي اقتسمت روحي بينها وبين أمي لكن لا تحمل شيئآ من قلبها
تُذكرني بك ولا تعلم إني ما نسيتك لأتذكرك يا أمي
ولكن هي التي نسيت بما أوصيتيها به بشأني
اتذكر يا أمي عندما كنتي تمشطين شعري وتحلمي بيوم زفافي اتذكر ما كنتي تقوليه لي ستصبحي عروس جميلة يا بُنيتي الصغيرة
ولا أريد شيئآ من الحياة إلا أن يهب الله لي من العُمر الي يوم ان أرى أميرتي الصغيرة عروس جميلة
ولن يلمس أحد شعرك غيري
شعري الطويل الأشبه بخيوط الشمس التي خلعته اختي من رأسي
وألقته على الارض أمامي
وكلما اشتقت لنفسي في صغري
أضعه على رأسي وابكي
وعيني التي ذبلت بكاءآ كل ليله يا أمي
ولتعلمي لماذا ؟!
لأنني جميلة يا أمي
كنت كل ليلة أبكي وأتذكر
يا أمي عندما كنتِ تقرأين القراءن الكريم وأحفظه معكِ وتُعلميني العزف والرسم والباليه وغمضت عيني لأستيقظ في حياة أخرى في مكان أخر رأيت حولي أناس كثيرة على خشبة المسرح يسمعوا كتاَباتي وألحاني يشاهدونني وأنا أطير بين أرجاء المسرح
ويأتي دور أبي
ابي الذي انجبني واختار لي إسمي أميرة
وعلمني كيف أكون أميرة
كان يصرخ بوجهي ويقول لا تبكي
تعلمي كيف تأخذي ما تريدي
وإياك يا ابنتي ان يغادر الكِبر قلبك تعلمي ألا تشعرين ولا تبكين فو الله ما ألذ من انتصارك على ما تريدين
ولا تنظري الا لما كنتي ترغبين
وكبرت وما علمت
متى ينتهي الصراع بين
نور و أميرة
الفصل الثاني هي وكأنها أنا
هذه كانت إجابة من تقاسمنا ارواحنا معآ منذ زمن بعيد
نعم إنها أختي
عن سؤالي
أي لقب ترغبين ان تُوصفي به في روايتي
وأي عنوان ترغبي ان يوضع عن الفصل الذي يتحدث عنكِ
قالت : أميرتي
ويبدو من حديثي انها تُحبني ومثلما قالت لي منذ سنوات عديدة
أنا لكي بعد أمي
في أحد ليالي نوفمبر الشتوية
كنت ألعب مع رفقاتي سويآ
أمام منزلنا وأمهاتنا يشاهدونني مع رفقاتي
ويقولون ذات الجمال
ما هذا الشعر الأشقر الطويل
عجبآ لها تلك الفتاة
مِن مَن تحمل كل هذا الجمال؟!
يبدو أن أمنية والدتها تحققت
و أنجبت فتاة جميلة
مثلما قديمآ تمنت و دعت الله أن يهبها فتاة تحمل الحُسن في وجهها وتحقق حلمها
التي رأته
قطعة من القمر تسقط من السماء بين يديها
اختار لها أبيها اسم أميرة
لعلها تنال الحظ من اسمها
أسمع انا و أرى
ابتسامة أمي من شرفة بيتنا
ورأيتها تناديني وتضمني
وتقول لي حفظك الله يا نور
قلت لها أمي اسمي أميرة لست نور
قالت بلي نور
انتي قطعة القمر التي وهبها لي ربي مثلما دعوت
فتاة جميلة تحمل في وجهها كل ما تمنيت
قلت لها ومن أميرة
من اختار لي هذا الاسم
قالت أباكِ
لعلك تأخذي الحظ من اسمك يا إبنتي
نظرت إليها وما أدركت
ما الذي تقصده بحديثها
اخذتني وفكت ضفائر شعري الذهبية الطويلة
نظرت بوجهي وقالت لست نادمة
ان اختار والدك اسم أميرة يا أميرتي الصغيرة
ووضعت يديها على صدري وقالت لكن اجعلي النور بقلبك وبداخلك ليبدو بوجهك
واخذتني الي البحر
وقالت إنظري
نظرت ووجدتها خلفي
تبكي
قلت لها امي لماذا تبكي
كأنها كانت تشعر بنهايتها
ولن تعلم انها نهايتي
مسحت دموعها سريعا
وأتت لي بكل ما احب من الحلوى
أتذكر انها أتت لي ليلآ بشال أسود يحمل خطوطا بيضاء بسيطة
كأنها كانت تريد أن تصف لي معنى
ان الفرح في حياتي قليلة
يمثله تلك الخطوط البيضاء قمت بارتدائه ونمت بين احضانها الدافئة لأستيقظ على أصوات صراخ الأقارب والجيران ودموع رفقاتي الصبايا الصغار
لأرى منظر والدتي كأنها نائمة
ولكن لا أعلم لماذا كنت خائفة منها
يبدو انني أدركت معنى الموت
والفراق تلك الشعور الذي يُنتاب قلبي دائما جعل قلبي يشيب قبل أن يكبر كبر باكرآ
وليومنا هذا أرى تلك اليوم البائس الذي شهدته منذ أن نمت بين أحضان أمي إلى أن تركتها على حافة القبر الذي ضم روحي
ولتبدأ معاناتي منذ تلك الليلة
وانطفئ النور في قلبي
وعيني ولم يسطع مرة أخرى
كبرت واصبحت شابة
ولا يزال الألم يُمزق روحي
كبرت مع رفقاتي و عائلتي
تغيرت ملامحي فقدت برائتها
ونعومتها
وكلما اشتقت لأمي ولنفسي
أرى صورها
لن تكتفي الايام بما أخذته مني
حتى انها اخذت مني نفسي
كبرت في ملامحي لكن قلبي أصبح عجوزآ يحمل ألامآ تبدو على وجهي بعين دامعة شاردة تحمل حزنا خفيا لكن يخفيه كذبآ
لأكبر وجعآ وحزنآ أضاف فوق عمري عمرآ
مع من اختارت لها لقبآ
هي وكأنها أنا
لكن بالحقيقه تبدو عكسها
تلك التي قصت ضفائري الذهبية الطويلة
وقضت على طفولتي وألقتني تحت قدميها لتصعد هي
ما رأتني مثلها
الأن تقول هي وكأنها انا
تلك التي ما مر يوما معها
إلا وأبكي فيه لن أنسى نظراتها وهي تضع لي الطعام على الأرض
بحجرة من حجرات بيتها
وتقول أمام الناس هي إبنتي بعد أمي
ولم تتذكر وصية والدتنا
عني وتركتني بين يدي من لا يملكون الرحمه في قلوبهم
تركتني لليالي الطويلة التي لا يُشرق لها نور وللبرد بدون غطاء
كنت اجلس أتناول بقايا طعامهم ينامون على الفراش وأنام أنا على الأرض
أتذكر قرينة أبي وهي تضع السكين على النار لتضعها في جسمي أراني طفلة صغيرة تجري هربآ وتبكي
وكأن الزمان يُعيد نفسه أمام عيني
اختارت نفسها وتركتني أنا
فما يجمعنا مسمى
هي وكأنها أنا
وما تبقى مني عن والدتي
إلا شعري الذي احتفظت به
وكل عيدآ اتذكر أمي وهي تمسح على رأسي
وأضع شعري على راسي وأبكي
واتذكر نفسي قبل ما العجز يُشيب وجهي وروحي
فما عادت أمي
ولا انا أصبحت انا
هي لم تكن أبدآ أنا
عفوآ
أنتي لست أنا وما نكون أبدآ
الفصل الثالث : وغمضت عيني و أتذكر صوت أمي قديمآ منذ زمن بعيد عندما قالت لي
إذا أردتي شيئآ اتركيه لأحلامك واذا رأيتيه أمسكي به ستصبيحين تجيديه بين يديكِ
كأنها أردت أن تخبرني اني لم ألمس أحلامي في حياتي إلا في أحلامي أراها تمر بعيدآ وتعلو بيني وبينها بُعدآ كثيرآ منذ تلك الحين استيقظت وأعلم انه لم يتحقق لي ما تمنيت منذ تلك الليلة
ليلة نوفمبر الشتوية تلك الليلة التي لم يشرق لها نهار
استيقظت لأذهب الي المدرسة
كنت في العام الخامس من الابتدائية رأيت ابتسامة المعلمين والمعلمات نظرت الي أمي واحتضنتني بشدة وتركت يداي وذهبت الي الفصل
وعُدت في آخر اليوم الدراسي
عُدت لقدر ما أردت أن ألقاه
وكأن الدنيا لن يكفيها ضياع الأمنيات
قدر القدر ما لم أكن أعلم
أخذني بوحشية
أتذكر نفسي طفلة تتألم وتبكي دماؤها تغطي فستانها الصغير
تساقطت فيونكات شعري الحمراء بخصال شعري الذهبية
ويضرب البحر بأمواجه مرة أخرى ليُذكرني بما مضى
مضى بمرور الأيام وفي ذاكرة البشر لكنه يمضي على قلبي كل ليلة
وأراني قديماً وأنا أُشيع جنازة والدتي
سنعود بالزمان قليلاً لأذكر انه في تلك الليلة لم أغادر حضن امي وكأنها كانت تودعني ولن أعلم لكني كنت أشعر بشئ لم أفهمه كانت تناديني لتضمني كثيرآ
وغمضت عيني لأتذكر
كانت ليلة نوفمبرية شتوية باردة اشترت لي والدتي شالآ شتويآ أسود اللون بخطوط بيضاء خفية وكأنها كانت تخبرني أن فرحي في الدنيا قليل لن يكفي لإحياء قلبي او كأنها كانت تُنعي نفسها ولن اعلم أن صباح اليوم التالي سأرتديه طوال عمري
ويضرب البحر بأمواجه مرة أخرى ليُذكرني بأصوات الصرخات والبكاء التي استيقظت عليها يوم وفاة أمي اتذكر شدة اشتياقي لأحتضنها مرة أخرى واتذكر أيضا خوفي
أتذكر الجميع وهم يأخذوني الي غرفتي وحدي أبكي وأراهم من شرفة منزلنا حاملين اخر نظرة مني لأمي
وأتذكر وانا ارتدي الشال الأسود وأجرى خلفهم تحت المطر الشديد وكأن السماء تُنعيني وتبكي وأصوات الرعد كأنها تصرخ وتتألم وتخبرني انه ما عاد احدآ بعدها يضمني
لن اعلم الي الأن كيف مرت تلك الليلة وانا اعيشها من ليلتها كل ليلة
أراها كثيرا في أحلامي وكلما أمسك بيديها أملآ في ان أراها
استيقظ ولن أجدها وهنا علمت أن هناك أشياء لن أجدها حتى في الأحلام وليس لها مكان في موضع الأمنيات
لن أنسى ابدا تلك الليلة النوفمبرية الممطرة فالفقد ألم لن يعقبه أمل
وعدت بعد ما وضعت أمي في القبر وغُلقت عليها الأبواب وحدها وغمضت عيني وانهمرت بالدموع وإشتد الشتاء وظل يعلو صوت الرعد في السماء
وفي المساء ظللت انتظرها كي أنام ولكن ذهبت ولن تعود ربما اني ما كنت أعلم انه اللقاء الأخير ولكني شعرت بمرراته منذ تلك الليلة الي أن ينتهي بي العمر
عُدت وفي طريقي جلست اتأمل في السماء أدعو الله أن يلهمني إجابة الدعوات
ومن خلفي سمعت صوتآ يهتف بإسمي نظرت وجدتها امرأة مُسنة قالت لي لا تبكي يا صغيرة
أعطيني كف يديكِ نظرت وقالت لي مالي أرى في كفك الأيمن الشقاء وفي كفك الأيسر أرى الغني والثراء
أرى فتاة جميلة ذات حظ عظيم
يملئ عينيها الدموع والنظر طويلا الي السماء
بكيت قالت لي
لماذا البكاء يا بنيتي
ما يليق الدمع بذات الجمال يا أميرة
نظرت إليها قائلة كيف عرفتي إسمي وتذكريه مسحت جبيني وقالت أعلم ما لم تعلميه يا بُنيتي ونظرت تلك المُسنة الي السماء وقالت
واسمع صوتآ من السماء يقول ماتت التي كان الله يُكرمك الله من أجلها فإعملي صالحآ يا بنيتي
قلت لها امي متى ينتهي هذا الوعد
أشارت نحو الماء وقالت كل شئ ينتهي يا بنيتي بنهاية الماء
ومضيت في طريقي أتذكر ذكرياتي مع أمي
وصعدت الي شرفة منزلنا صرت أصرخ كثيرا وأبكي وأتطلع الي السماء وما أدري كيف صار كل شئ حولي
أسير بين الناس أرى حزنهم ودموعهم وصمتهم
ولما بدأت اتحدث
ماذا حدث؟!
فقدت صوتي؟!!
أصبح حديثي بكلمات صامتة
يعبر عن حزني دموع تتساقط بين أوراقي ويعبر عن وحدتي جلوسي أمام البحر تحت الأشجار ودموعي يخفيها المطر وغمضت عيني
ويضرب البحر بأمواجه مرة أخرى ليُذكرني بما مضى
عاد الي يوم من الربيع اجتمعت مع عائلتي بعد سنوات الغياب
رأيت نفسي في عيونهم قد تبدلت ملامحي إختفت ملامح الطفولة واسمعهم حولي يقولون لقد كبرتي وأصبحتي جميلة
وكلما أكبر أتذكر
نبوءة تلك العرافة التي قابلتها منذ زمن بعيد اتذكر اني كلما كبرت اقتربت نهاية الماء
وعدت من شرودي على ضحكاتهم واندهاشهم
اختفت نور بنت العشر أعوام وعادت فتاة أميرة بنت العقدين
يلمسون وجهي وينظرون لي كثيرآ
ويهمسون لبعض ويندهشون يتسألون
كيف مرت كل تلك الأعوام؟!
كبرت ولكن لم يتغير ردائي الأسود
جلست بعيدآ في الحديقة واسمع من خلفي موجات البحر المتلاطمة أرى قارب صغير وأطفال يلعبون وانشق من السماء نور القمر
عدت ليلآ الي منزلي وحدي ككل ليلة تتبدل التواريخ ولا تتبدل الأيام يليها الآلام بعد الآلام
ذات يوم تلقى هاتفي رسالة
أحبك
نعم إنه حب الطفولة
لكن شاء القدر أن يُفرقنا ويتركنا للأيام وتجمعنا الصُدف كلما القينا في البحر صدف
وغمضت عيني واستيقظت في عالم اخر
ويضرب البحر بأمواجه مرة أخرى ليُذكرني بإنه لن يحبني لكنه أحب الأميرة الجميلة ذهب إلى ما كنت أحسبه أبي ووضعت اسمه بعد إسمي
كنت أحسبه شريفآ وهو لا يحمل معنى واحدآ من إسمه
حقآ هناك بشرآ لا يحملوا من البشرية شيئآ
كان يراني حزينة وأبكي ويقول ما بأيدي بل بأيديها
وعهده لملوك الهبات والعطايا انها ستكون تحت الأمر والطاعة فهو من يأمرها وهو من ينهيها
رأني مستغرقة في نومي فأيقظني بالعصا
جلست اتألم وحيدة
نظرت الي السماء طويلاً وغمضت عيني وتذكرت أمي بعد أمي خالة بقلب أم
في ابتسامتها النور ليس فقط في حروف اسمها
كنت عندما اضمها أشعر بحضن بأمي وفي صوتها ونظرة عينيها
إلى أن أرادت الدنيا أن تؤلمني مرة أخرى لأستيقظ في احد الايام الصيفية من يونيو برحيلها دون وداعها ولم تُعطيني فرصة ان اُقبل يدها ولا اضمها للمرة الأخيرة وانطفأ النور
حب لا ينتهي : وغمضت عيني
يبدو اني عدت لعالم آخر ذات يوم في أحد ايام الربيع
من مارس
إلتقي قلبي برفيقه
التقت روحي بروحها
كنت اطمئن كثيرا بضمة يديه
انظر كثيرا إلى عينيه
أراه ينطق اسمي بين شفتيه
أشعر بإنني شئ خُلق منه
وعاد مرة أخرى لتلتقي أرواحنا وتعود روحآ واحدة
ويضرب البحر بأمواجه مرة أخرى ليُذكرني
بالأيام التي اشهدته عليها علي فرحة قلبي كنت اذهب للبحر أعزف على الكمان واذهب للمسرح أطير مثل الفراشات
والان انا أتطلع في القطارات
أملآ أن يعود في أحد الطرقات
أتذكر نظراته ولمسات يديه
كان آخر حديث معه
لا تنساني وإن أتتني نهاية الماء فإذكرني وأذهب الي حيث نهايتي وألقى لي في الماء وردآ ويضرب البحر بأمواجه الغاضبة حزنآ على قلبي بفراقه
كنت أرسم لنا رسومات تجمعنا واكتب عنه كل الأشعار يسمع كتاَباتي بشغف ولا يعلم انه أما أعطيه ظهري أبكي
أرى كل أحلامي يحققها لغيري
يتركني ويمشي ولا يعلم اني أنظر خلفي كثيرآ الي أن يختفي من أمامي
وأعود للبحر وحدي
وبعد كل هذا يروا أنفسهم ملائكة يحملون جناح من فضة والآخر يحمل الورود والزهور
اتطلع الي نفسي ولا أجدها من انا ؟!
لأي ماضي أنتمي
ولمن أعود
اتطلع لكل حقبة من عمري وأبكي
تلك هي الأيام
لأعود في عالم آخر يغطيه الغروب
واجلس أمام البحر وأقول له متى تتحقق نبوءة العرافة وتأتيني نهاية الماء؟؟
ووضعت رأسي بين يدي
و استيقظت في عالم أخر
رأيت نور الطفلة الصغيرة
تلعب وتلهو ويطير شعرها الذهبي ذات الجمال
ورأيت أميرة العجوز العتيقة تتكئ على عصا وتنظر خلفها على ما مضى
وتقول تلك الحياة
هنا كنت صغيرة وأخبرتني العرافة ان نهايتي في الماء
نظرت الصغيرة نور الي العجوز أميرة وقالوا لبعضهم بيني وبينك الأيام ولكن نهايتنا واحدة في الماء
نهاية أميرة في الماء
تحميل وقراءة نهاية أميرة في الماء بصيغة pdf مجانا بروابط مباشرة وأسماء عربية . كتب pdf أفضل وأكبر مكتبة تحميل وقراءة كتب إلكترونية عربية مجانا.